سيريانديز – مكتب اللاذقية – وسام الخنسة
في تصريح لسيريانديز قال السيد يوسف عبسي نائب رئيس جمعية الصاغة في اللاذقية: إنّ سعر الذهب قد انخفض بشكل كبير في اليومين الماضيين نتيجة انخفاض الدولار,إذ أنّ سعر الغرام الواحد اليوم الثلاثاء 16000 ليرة سورية, منخفضاً عن الأمس 1300 ل.س,وعن أول أمس 3300 ل.س,في خطوة غير مسبوقة منذ بداية الأزمة.موضّحاً أن سعر 1كغ من الذهب اليوم 38752 دولاراً عالمياً,وكل دولة تضرب السعر بعملتها الوطنية,وبما أن الليرة كانت ضعيفة, فإن سعر كيلو الذهب كان مرتفعاً,ولكن عند انخفاض الدولار,ارتفعت قيمة الليرة السورية,وبالتالي انخفض سعر الذهب. وأضاف: كان الدولار منذ ثلاثة أسابيع,يباع بسعر 670 ليرة, والآن أصبح ب 470 ليرة,فقد انخفض الثلث تقريباً,وهذا يحتّم انخفاض سعر المادة بنسبة الثلث أو الربع على الأقل.
وعن مدى تأثّر الصاغة بارتفاع وانخفاض سعر الذهب قال عبسي: إنّ إمكانيّة الصائغ هي بالوزن وليست بالسعر,فإذا كان لدي مثلاً 5 كغ من الذهب,فهذا وزن ولايهمني السعر,والضرر يأتي فقط حين أشتري بسعر مرتفع ولم أوفّق ببيعه,إلا بعد هبوط سعره,وعندها تكون الخسارة.
أمّا عن حركة البيع والشراء من قبل المواطنين فقد أكد عبسي: إن الطلب انخفض رغم انخفاض سعر الذهب,لأن من يرغب باقتنائه بغية الربح لاحقاً,بات غير متأكد من عودة ارتفاعه. بالنسبة لشراء الصائغ من الزبون-والكلام لعبسي- لدينا حالتين:
الأولى: عند حاجتي للذهب فسأشتري من أي شخص شرط حيازته على فاتورة نظامية بما سيبيعه من ذهب.
الثانية: إذا كان زبوناً يريد البيع فإنني سألبّيه قطعاً, حتى لو اضررت للاقتراض, ذلك ضمن طاقة معينة طبعاً.
وأضاف: عند عدم حيازة المواطن لفاتورة بذهبه,فيمكننا الشراء بموجب هويته الشخصية,ولكن حتى في هذه الحالة نكتشف لاحقاً بعض حالات سرقة,ويتم إلزامنا بإعادة الذهب لصاحبه الأصلي,أو ندفع ثمنه,بينما السارق لايدفع بحجة صرف المبلغ على ملذّاته الشخصيّة,فتتمّ معاقبته بالسجن,ولكن ذلك لايعيد للصائغ حقه.
وختم عبسي: برأيي إنّ بيع الذهب هو أشرف مهنة,فمثلما نلتزم بسعر الذهب عند ارتفاعه,فإنّنا نلتزم بسعره تماماً عند هبوطه,ذلك بخلاف بعض التجّار,كتجّار المواد الغذائية مثلاً,حيث تبقى أسعار المواد مرتفعة حتى لو انخفض الدولار.
وقد تباينت آراء الصاغة حول انخفاض سعرالذهب,فمنهم من عزا السبب لزيادة العرض وإقبال الناس على بيع مقتنياتهم بغرض الربح,ومنهم من أرجع الأمر لتدخّل المركزي الذي أدى إلى خفض الدولار,وذهب آخرون إلى أنّ سعر الأونصة قد انخفض عالمياً,تزامناً مع انخفاض الدولار,ما أدى لانخفاض سعر الذهب.
وحول التوقّعات بشأن احتمال استمرار هبوط السعر,أيضاً اختلفت الآراء,ففي حين أكد بعضهم أنه سيستمر في الانخفاض,لأنه أخذ خطّاً انحداريّاً في الهبوط كما في الارتفاع,جزم بعضهم الآخر بعدم إمكانية التنبّؤ,وربط الأمر بالتسعيرات القادمة من دمشق مباشرة.
وقد رصدت سيريانديز آراء بعض المواطنين الذين التقتهم في سوق الذهب –على قلّتهم-فمنهم من كان مضطرّاً للشراء لزوم مناسبة معينة,وقد اعتبروا أنفسهم محظوظين لأنهم وفّروا حوالي 30% من قيمة الشراء بين سعر اليوم 16000 ل.س والسعر السابق منذ فترة قصيرة حين تجاوز ال 23000 ل.س.
وإحدى الصبايا اكتفت بشراء محبس الخطبة,الذي ماكانت لتشريه لولا انخفاض سعر الذهب. كما عبّرت إحدى النسوة عن فرحتها بشراء إسورة كانت قد دفعت رعبونها منذ خمسة عشر يوماً,لكنها استكملت ثمنها بسعر اليوم.
في زحمة محاولة العيش الكريم,واللقمة الصعبة المنال,لانملك إلا أن نتمنى أن ينسحب أمر انخفاض سعر الذهب,على باقي المواد ,وخاصة المعاشيّة والمرتبطة بمتطلبات المواطن اليومية,التي لايمكن الاستغناء عنها,بعكس الذهب الذي يُستغنى عنه بدعوى أن الناس هي المعادن,(والدهب ياحبيبي بيضلو دهب) حتى لو انخفض سعره,إلا من رغب بالزواج فيستطيع اليوم إلى حدّ ما أن ينادي بيّاع الخواتم,طالباً منه (شي خاتم),فسعره أضحى يطير,لكن دون ارتفاع كثير.