سيريانديز – مكتب اللاذقية – دونيز الورعة.
انطلقت مساء امس حملة ( ضلع قادر ) لمناهضة العنف ضد المرأة، ضمن برنامج الملكة( ملكة المسؤولية الاجتماعية ) التفزيوني والذي تبثه أكثر من 40 فضائية عربية للمشاركة رهف هارون في رحلة وصولها للقب، وذلك في مطعم مانويلا في اللاذقيّة، بحضور لافت لسيّدات سوريات وعدد من الجمعيات، بغية تعريف الحضور بالحملة ، ولتقديم الدعم لها عبر التصويت من خلال صفحتها على الفيس بوك ، وسط حفل غنائي أحياه الفنان الشاب أنس أرناؤوط ، والملحن المبدع غابي صهيوني.
وفي تصريح لسيريانديزاكدت رهف هارون : اختارني برنامج الملكة وأربع سيدات ّمن سورية ، لأمثّل بلدي، ويعتمد الاختيار في البرنامج على المشروع الذي تقدّمه المشاركة، في منافسة على امتداد الوطن العربي لأفضل مشروع، لتفوز في النهاية ملكة واحدة ليتم تموّيل الفائزة لتنفيذ مشروعها على أرض الواقع.
وأضافت: بعد دراسات واستشارات قانونيّة كثيرة تبنيّنا فكرة مناهضة العنف ضد المرأة، في الواقع، وفي ظروف الحرب التي نعيشها اليوم هناك تعنيف من نوع جديد اسمه ( عنف في حالات الطوارئ ) ، تبنينا الفكرة أنا وفريقي، وأسمينا المشروع ( ضلع قادر). وتتابع هارون : مؤلم أن نسكت عن حقنا، وأن نتعرض للعنف دون أن ندافع عن أنفسنا، الفرق كبير بين المرأة(الضلع القاصر)، والمرأة (الضلع القادر)، وأؤكد هنا أنّ العنف لا يكون فقط من الرجل للمرأة ، ففي حالات كثيرة يمارس العنف من النساء بأساليب عديدة منها الازعاج في العمل، بالنميمة ، والثرثرة وقد يكون من خلال الأهل ، أو ربما المدير في العمل من خلال الإساءة اللفظية وعدم تقدير العمل وعدم المساواة بين الموظفات.
وحول مجالات مشروع ضلع قادر قالت هارون : يتألف المشروع من أربع مجالات الأول المجال الاقتصادي :لدعم المرأة وتمكّنها من التسلّح بمهنة تقيها الحاجة، والعوز لتحيا حياة كريمة، والثاني المجال القانوني، إذ لدينا استشاريين قانونيين يتعاونون معنا بشكل تطوعي، ويقدمون الاستشارات القانونية في أي حالة ، وضمن المجال القانوني هناك توعيّة لطرق الابلاغ في حالة الاعتداء ، وتوعيّة المرأة حول حقوقها فالكثير منهنّ يجهلنها. والثالث مجال الدعم النفسي: إذ تعتقد كلّ امرأة تتعرض للاعتداء بأي شكل من أشكاله، أنها رهينة لهذا السلوك وأنّه قدرها، وهذا ليس بصحيح لأنّ كل ندبة على جسد المرأة هو دليل على أنّها ناجية وليست الضحيّة، عليها أن تقف من جديد، لتعود وتفعّل دورها في المجتمع بكل اصرار وثبات، ونحن نساعدها على الوقوف من جديد وتخطي الأزمة ، اما الرابع فهو المجال الوقائي للدفاع عن النفس في حال تعرضها للاعتداء، وعلى المرأة أن تملك لياقة بدنيّة ، ولا بأس أن تتعلّم الكاراتية، أو أي نوع من أنواع الفنون القتالية لتحمي نفسها.
ونوّهت هارون أنّ العنف الرمزي خطير ولا ننتبه له، ذلك من خلال مشاهدتنا على وسائل الإعلام المختلفة لمسلسلات يغيب دور المرأة الحقيقي ، ويقدمها فقط كزوجة وكائن منجب للأطفال لا أكثر، كمسلسل باب الحارة، فهل نسوا أنّ دور المرأة هو المشاركة مع الرجل جنبا لجنب في كل مناحي الحياة ، و آنذاك في رد العدوان الفرنسي على سورية. أكّدت هارون أنّ ما يميّز حملة ضلع قادر أنّها موجودة ، نحن مؤمنون بالفكرة ، ونحاول إيصال صوت كلّ امرأة وأنثى من جهة، وإحراز فروقات ولو بسيطة في تفكير وحياة كل واحدة منهنّ، ونقدم الدعم من خلال رقم خط ساخن موجود على صفحاتنا في فيسبوك لتتواصل معنا أي امراة تعرّضت للاعتداء والتعنيف ، بسريّة مطلقة مع تقديم الحماية لها ، وأشكر جمعيّة المقعدين التي دعمتني بكلّ قدراتها وكلّ من دعمني من داخل وخارج سورية.
فريال عقيلي مديرة فرع الاتحاد النسائي في اللاذقية ووالدة هارون قالت : أحمد الله أنّني خُلِقتُ مواطنةً سوريةً، أتوجه من خلال حفل إطلاق حملة ضلع قادر لكلّ امرأة على امتداد الأرض السوريّة، بالقول إنّ الخِصب والعطاء والسخاء خرج من سورية ونسائها، وأنّ الأبجديّة بعمر ثمانية آلاف عام خرجت أيضاُ من سورية، وأنّ زنوبيا التي قهرت الرومان هي سورية، وكلّ امرأة سوريّة هي خنساء العصر، لذلك علينا كنساء أن نتكاتف لأن هذه الأرض تحتاجنا، كلّ من يعمل على أرض الواقع من أجل الانسان هو (ملكة ) ، و طوبى لكلّ يد خيّرة تمتد بإحسان للوطن وللإنسان.
ميادة عطاالله، مديرة مطعم الجغنون الغربي، أكدت لسيريانديز:أن التعنيف قد تسببه المرأة وليس الرجل فقط ، من خلال تربية المرأة وغرس أفكار خاطئة في ذهن أطفالها ، فهناك رجال متفهمون وواعون، ولكنّ المرأة قد تظلم مثيلاتها في الكثير من الأحيان بطرق عديدة، في حين أجد أنّ الرجل والمرأة ضلعان يكمّلان بعضهمابعضا.
ميخائيل الحاج، مخرج تلفزيوني في سوريا دراما –وقناة أوغاريت: أكد أهمية الحملة لسريانديز وأنّها ضرورية لتأخذ المرأة دورها في المجتمع كما في السابق فنحن في حالة حرب ، والرجل يعمل بساحات القتال والدفاع عن سورية ، والمرأة تعمل في ساحات المجتمع، منهنّ الكثير يعملن في الجمعيّات التطوعيّة ، وفي رعاية النازحين والمهجرين، ومنهنّ من يستمر في العمل رغم الظروف الصعبة، ومنهنّ من رفض الهجرة ، هذه المبادرة قائمة ومستمرة و ليست مبادرة آنية هدفها الربح في برنامج الملكة، وتأتي أهميّة المبادرة أنّها تنبع من القلب، فالمحبة تغلب كلّ شيء.
يّذكر أنّ هارون حاصلة على إجازة في قسم إدارة الأعمال وبدأت بالعمل التطوعي والاجتماعي منذ الصِغر، وكانت قائدة كشفيّة بمؤسسة كشّاف سورية، ثمّ طوّرت نشاطاتها الاجتماعية لتدعم دُور رعاية المسنين في اللاذقيّة، كما إنها عضوة مجلس إدارة لجمعيّة تُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، ومدرّبة معتمدة من اليونيسكو للاستشارة لذوي الاحتياجات الخاصة ، ومديرة سابقة لمشروع إدارة الأزمات والكوارث، عملها الدائم مع جمعية نون لمكافحة العنف ضد المرأة مكّنها من تطوير مبادرتها (ضلع قادر) المعنيّة بمناهضة العنف ضد المرأة، لتغيير مفهوم أنّ المرأة هي مجرد ضلع قاصر بل هي ضلع قادر على المشاركة ببناء المجتمع، وتنميته اقتصادياً اجتماعياً ونفسيا ً.