سيريانديز- مكتب اللاذقية- رشا ريّا
أمّ كلّ جنود الجيش العربي السوري هكذا أحبت أن يناديها ويعرفها الجميع , كانت تملك من العطاء ما لا يمكن وصفه ، فقد عرفها مقاتلوا الخطوط الأمامية في كل جبهات الوطن, أمّ خليل كانت قد جمعت حولها الأمهات وأسست تجمع "لنحيا معاً" , متحملةً المخاطر للوصول إلى جميع الجنود من سلمى في ريف اللاذقية, لحمص وريفها الشرقي, لحقل شاعر, لتدمر, لمورك و ريف حماه كاملاً, لخناصر, لأثريا وغيرها .
الشهادة لطالما كانت مطلب أم خليل , التي ارتقت يوم الثلاثاء الماضي على أرض وطنٍ طالما عشقته في ريف اللاذقية الشمالي فأضحت شفيعة كل فردٍ عرفها أو سمع بها أو لامس حنانها .
في الحروب يُنادى على الرجال أن هُبوا للذود عن الوطن الأم، فيترك الشاب أمه ودموعها خلفه, ليمتشق سلاحه ويمضي, وعلى الجبهة في ليالي البرد والجوع يتذكر بيته وقلب أمه, أدركت سهام الشبل هذا جيداً فلم تستطع إلّا أن تكون أمّاً بديلةً لهؤلاء الذين لم يَرَ بعضهم أُمّه منذ سنوات ست ، بينما تترك أبناءها هي في حضن الأم الأكبر.
" خسارتنا كبيرة و فخرنا بها أكبر, كانت أم بحجم أُمة وما عملت عليه خلال السنين الماضية يجب أن يحافظ عليه لأجل الشهيدة وما حاولت ترسيخه " هذا ما قالته رفيقات الدرب, منى محمد إحدى عضوات التجمع قالت " أهنئ نفسي بمعرفتها لأنها كانت إنسانة حقيقية شفافة، لا أود البكاء ولكن لا أستطيع إلا ذرف الدموع على من عملت بإيمان منقطع النظير لأجل هؤلاء الشباب " .
لم تمضِ سهام وحيدة في تلك الليلة بل رافقتها إحدى صديقاتها وعضوة في التجمع, السيدة هيام خضر المصابة تحدثت لسيريانديز حول تفاصيل الحادثة: "كنا نوصل لشباب الجيش الطعام وبعض الحاجيات وفي طريق العودة عندما وصلنا لنقطة تسمى العطيرة, تم استهدافنا بالصواريخ وسمعت الشهيدة تنادي باسمي ولا أذكر شيئا بعد ذلك، العميد لواء بشارة, العميد مضر جورية استشهدا على الفور وكذلك استشهد النقيب الطبيب مجد الشيخ".
"من يريد العبادة فليعمل لأجل وطنه" جملة لطالما كررتها الشهيدة سهام فاختصرت بها فلسفة حبها لوطنها وكل أبنائه.