سيريانديز ـ مكتب اللاذقية ـ زهرة أحمد
تكريماً لأبناء وبنات الشهداء الفائزين في المسابقات الأدبية والفنية لعام 2016 ، وبرعاية وزير الثقافة عصام خليل ، أقيمت مؤخراً بدار الأسد للثقافة والفنون الفعالية الثامنة للطفولة والبيئة ، متضمنةً عدداً من الفقرات المتنوعة الراقصة والغنائية والمسرحية ، إضافة لحفل تكريم الأطفال الفائزين .
مدير ثقافة اللاذقية مجد صارم أكّد لسيريانديز : إن فعالية الطفولة في نسختها الثامنة هي مبادرة من وزارة الثقافة لتكريم الأطفال المنكوبين المبدعين في مجالات مختلفة مثل الرسم ، الشعر ، القصة ، والتصوير الضوئي . وأوضح أنَّ هذه المبادرة هي من أولوية أعمال الوزارة ،وذلك لمتابعة مواهب الأطفال وصقلها ، وتقديم الدعم الكامل لها لتصبح أكثر إبداعاً ، ولتكون مشروع فنان يساهم في إعمار البلد .
وأضاف : نحن بدورنا نحاول جاهدين عبر هذه المبادرات إلى مسح دمعة الحزن ، ورسم البسمة على وجوه أطفالنا . أمل طوبال علي منظمة الفعالية قالت: فعالية اليوم هي الثامنة للطفولة والبيئة ، تتضمن عدة فقرات متنوعة منها مسابقة [ عطر الخالدين ] لأبناء وبنات الشهداء ، إضافة لحفل تكريم الأطفال المشاركين في المسابقة . ومن خلال الفعالية قمنا بافتتاح معرض نتاج ورشة الكروشيه ، وورشة صناعة المكرُمة ، وهذه الورشات هي عبارة عن إحياء لمهنة قلَّ العمل بها ، أو ربما بدأت بالاندثار .
وأضافت: إنّ هذه الفعالية أقيمت للأطفال المتضررين جراء الحرب ، وذلك لكي نجعلهم يشعرون بقيمتهم ومكانتهم في المجتمع ، ولمساعدتهم في السير على الخطوات الأولى لرسم مستقبلهم بثقة وجدارة . وأكدت بدورها : إننا نسعى إلى استقطاب الأطفال الأكثر تضرراً بالحرب ، ومعالجتهم وفق النظريات الحديثة القائمة على العلاج بالفن ، حيث لاقى هذا العلاج نتائج مبهرة ، ونقلة نوعية في حياة الأطفال .
نجم الجمّال مخرج الحفل ومدرب الرقص قال : تعاملنا في هذا الحفل مع أبناء وبنات الشهداء ، والمتضررين بالحرب ، البعض منهم واجهوا صعوبات وأمراض نفسية ، فمهمتنا الأولى كانت الدعم النفسي والمعنوي لهم قبل البدء بالتدريب . وهذه الفعالية تضمنت عدة فقرات متنوعة من تصميمي منها [ المسرح ، والرقص الشعبي ، وغناء الكورال ] وقدمنا أيضاً أغنية فرحة النصر [دبكة فيروز ] تعبيراً عن النصر القادم قريباً بإذن الله .
مدربا الكورال حسام فرفور ، محمد الشيخ قالا : قمنا بتدريب الأطفال على عدة أغاني مثل الميكس ، سأحمل روحي على كفي ، وغيرها كثر ، وتحية إجلال لجرحى الجيش العربي السوري دربنا الفريق على أغنية [ حلم جريح ] التي قدمها الطفل أمجد صالح وهو شقيق لشهيدين ، وبيّن لنا الأستاذين أنّ الغاية الكبرى من هذه الفعاليات هي إسعاد الأطفال ، وإدخال البهجة والسرور إلى قلوبهم . ورغم جراح الأطفال وآلامهم استطاعوا التغلب عليها ورسم البسمة على وجوه الحاضرين من خلال أدائهم الرائع .
الطفلة رهف سليم [فراشة الحفل ] أوضحت لسيريانديز فرحها الشديد من خلال مشاركتها في فقرات الرقص الشعبي ، وقالت : هذه المشاركة هي تجربة رائعة بالنسبة لي ، زرعت في نفسي الثقة بالنجاح مستقبلاً ، وأشكر جميع من ساهم في تحقيق نجاح هذا الحفل .
الطفل جميل ديوب رغم حزنه لفقدان والده المخطوف أكدّ لنا : النجاح الذي حققته من خلال مشاركتي في مسابقة القصة القصيرة هو عبارة عن أمل كبير لي بعودة والدي ونصر بلدي الحبيبة سوريا ، وأهدي هذا النجاح إلى أمي ، وأبي ، وإلى بواسل الجيش العربي السوري .