سيريانديز ـ مكتب اللاذقية - منال زوان
في إضاءة عامة على الدراما العربية بشكل عام ، و السورية بشكل خاص أكد مدير معهد الدراسات السياسية والإعلامية المستقبليه للشرق الاوسط د. أسامة اسماعيل لسيريانديز : إن الوعي العربي على كافة المستويات مازال متأخراً والشعوب العربية هي من تدفع الثمن ولن تتحرر إلا بزيادة الوعي والثقافة وهذا لن يتم مادامت الأنظمة التابعة تنفذ أجندات لزيادة التخلف والتبعية لسهولة التحكم بالدول وإضعافها وتقسيمها وخلق الخلافات وتجييش الطائفية لتبقى حمامات الدم بين الأخوة تأكل الأخضر واليابس.
وأن هناك مخططات قريبة وبعيدة الأجل منها أن يقتل الأخ أخاه بالنيابة عن العدو وهذا ما تفعله دول الخليج التي باتت الحاضن الأقوى للمال والتحكم بالدول العربية .
وأضاف : مسلسل باب الحارة مسلسل خرافي لا يمت بصلة للحارات الشاميه والتي كانت ومازالت تجمعها الألفة والمحبة والصدق .
وقال : إن المخرج بسام الملا والذي قام بإخراج أربعة أجزاء منه والإشراف على الخامس لم يكن أمامه إلا ارضاء جمهوره الخليجي وجمع الدولارات وبعدها سلم المهمة لمن بعده والذي بدوره أثار تهكم واستياء الشارع الشامي بما أسقط وبشكل متعمد بالتعاون مع الكاتب بتشويه عادات هذه المجتمع .
و أن التحوّل التسويقي عن مسلسلات سورية معينة بات مقصوداً. وأن معايير اختيار الأعمال الدراميّة أصبحت أكثر شكليّة وتسيساً ، وأقلّ نقدية ، ومتحفظة إلى حدّ يثير القلق. فهل يكفي أن يصبح الجمهور المستهدف في إنتاج الدراما التلفزيونية محدودًا في الداخل السوري والقنوات المحليّة؟
وتساءل اسماعيل : لماذا الإصرار على إنتاج هذا الكمّ المفرط من الأعمال ؟ هل يطغى الهدف الشخصي على الهدف الجمعي العام في ما يخص الصناعة الدرامية في سوريا ؟ قد يبدو للبعض أن شرط علاقة العرض بالتسويق هو باب القيمة الفنية أو الفكرية.
لكنّ الجودة في الحقيقة لم تعد هاجساً لرأس المال التسويقي ، على الأقل في ما تعرضت له بعض المسلسلات السورية من مقاطعة في السنوات الأخيرة. واللافت هذا الموسم أن غالبيّة المسلسلات تبتعد عن قصص الحرب على خلاف الموسم الماضي.
وبالرجوع إلى المسلسل الذي بدأ ولن ينتهي طالما هناك شخصيات تُخلق لأهداف تخطت حدود الدراما التي يجب أن تعكس الواقع لا أن تصنع واقع كشخصية العكيد هذه الشخصية المختلقة ، والتي لم يكن لها وجود في هذه الحارات .
وتساءل اسماعيل : من أين أتت؟ كيف لشخص سيء الصيت أن يكون المحور في مجتمع يهتم بالأخلاق .بدع التارات أو التكتلات لتهجم حارة على حارة من أين ظهرت الخناجر والتارات والعصي ؟ لتعطي وصفاً للمجتمع الشامي مجتمع متخلف وقد خلى هذا المجتمع من المفكرين والمثقفين.
مضيفاً : من أين أتت قصص ثرثرة النساء والتطاول على الأعراض في بيئة محافظة كما يفعل النمس ، واليهود الذين كانًوا مضطرين ليكونوا مسالمين كونهم أقلية وأصحاب ثروات ومهن وحفاظاً على أموالهم وليس حفاظاً على البنية المجتمعية.
وأن العتب على هؤلاء الممثلين الرماديين أبناء الشام الذين قبلوا هكذا ادوار (كركوزيه) هزليه لا تحاكي الواقع لأجل زيادة رصيدهم المصرفي وإمتاع الخليجين بقصص لا علاقة لها بالشام ولا أهل الشام.
وتابع : إن شخصية معتز والذي صوره لنا المخرج في أول أجزائه بالشاب العربي الشامي الغيور على عرضه والمُنتفض لوطنه وفي الجزء الاخير تتغير الأحداث ويصور لنا خيرية المرأة العربية المسلمة هي امرأة نكدية تغوى المشاكل ولم يعد لها في قلب معتز مكان على الرغم انه تعثر كثيراً حتى حصل عليها ، هنا ضاعت الهيبة والنخوة والرجولة في حب اليهودية سارة.
وأشار اسماعيل الى تفاصيل بعينها في الجزء الثامن من المسلسل الذي صور لنا رجل الدين وخادم الجامع بأبشع صور هي صورة داعشية بحته بمعاملته لزوجته وجيرانه ، ويحاول إثبات أن الدين يفرض علينا معاملة النساء بهذه الصورة وبهذه الوحشية ، في حين أن سارة اليهودية عبرت عن صدمتها من الإسلام والمسلمين وطريقة ردها لسمعو و أرسلت رسالة لنا أن الكثير من الديانات الأخرى أدرى بقصص الرسول ويطبقونها أكثر من المسلمين ، فسردت سارة قصة الرسول (ص) مع جاره اليهودي لتوضح لسمعو كيف كان الرسول يعاملهم وكيف المسلمين يعاملهم .
وفي نقطة أخرى يحاول المسلسل بثّ رسالة أنه بإمكاننا التعايش مع اليهود وبشكل طبيعي وهذا ما كان يحدث في الجزء السابع مع حارة اليهود التي كانت تقطن بها سارة ، حين مثّل المخرج شخصية أبو سارة والرجل المتدين أنهم أصحاب سلام ولا يحبون العنف .
وختم اسماعيل بالقول : هذه هي خفايا وفضائح باب الحارة 8 ولا نعلم ما سيبث من أفكار صهيونية سامة خلال الحلقات التالية لكن علينا الحذر من تلك المسلسلات التي تشوه صورة الإسلام والأخلاق العربية .
فهل ثمة فرصة فعليّة لإعادة الدراما السورية كـ «صناعة جديّة » في ظل المقاطعة والتسويق غير الكافي ، أم أن هناك من يسعى فعلاً لجعل ذاكرة «ألق » الدراما السورية منهوبة ومُصادَرة؟