سيريانديز-مكتب اللاذقية-ياسر حيدر
بعد أن فعلت الحداثة فعلها ، و حلت الآلات الحديثة مكان اليد الماهرة ، في كثير من الصناعات التقليدية , رغم ذلك عادت صناعة البسط اليدوية بأيدي بعض النسوة وبأدوات بسيطة جداً لا يخلو منها منزل سوري لكن بطرق وأساليب مبتكرة وجديدة.
تعتمد النسوة في عملهن على الفائض من قصاصات الأقمشة الملونة التي ترميها مشاغل ومصانع الألبسة الجاهزة كمادة أولية أساسية في العمل إضافة الكشتبان والإبرة والخيط فقط, حيث تخلق قطع رائعة تتصف بالبراعة في الإنجاز والجودة في المضمون إضافة الى الجمالية في انتقاء الألوان والبراعة في حسن ترتيبها.
تحتاج صناعة البسط اليدوية هذه الى جهد ووقت كبير من بداية مراحله وحتى آخرها, فآلية البدء تختلف اختلافاً عن آلية صناعة البسط الصوفية القديمة التي تعتمد على النول اليدوي, ويختلف توزيع الألوان وصياغة الأشكال والخطوط باختلاف الأذواق و توافر الكمية الكافية من القطع ذات اللون الموحد.
تلقى هذه المهنة رواجاً ملحوظاً يكبر يوماً بعد يوم, فالعمل حالياً لم يعد يقتصر على الجدّات وكبار السن فقط, فأصبحت البنات والصبايا يغزلن في أوقات فراغهن قطع زاد من روعتها إضفاء اللمسة الشبابية الحديثة لبعض تفاصيل العمل كإدخال رسومات و زخرفات صغيرة ونقوش مختلفة مستمدة من التراث غالباً زادت في رونقها وسحر منظرها.
لم تقتصر هذه الصناعة على البسط فقط, إذ تضم أيضاً صناعة مفارش لتزيين الطاولات وأغطية للجدران والكراسي وغيرها, حيث أنها راقت للكثيرين ممن أرادوا اقتناء قطع تراثية جميلة لتكون جزءاً من منازلهم الحديثة التي تميل استلهام التراث السوري العتيق, حيث تعتبر موضة عصرية تتباهى أغلب النساء بإدخالها في ديكورات المنازل.
من اللافت ذكره : إن صناعة البسط القديمة كادت تندثر وتنقرض تقريباً في خضم الحداثة والتجديد, إلا أن جهود تلك النسوة و إصرارهن على إحيائها من جديد حال دون ذلك, إذ بدأت بالإنتشار حالياً في بعض الأحياء القديمة لقرى ريف محافظة اللاذقية الساحلية.