دمشق- سيريانديز
كشف مدير مكتب الحمضيات في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس سهيل حمدان أن التقديرات الأولية لمحصول الحمضيات (من برتقال وليمون ويوسفي وليمون هندي والغريفون والبوميلو) للموسم الزراعي 2016 ـ 2017 تشير إلى تسجيل رقم سيكون الأول من نوعه في سورية.
وأكد حمدان أن الظروف المناخية المثالية وتطور النمو الحجمي للثمار يشير إلى ارتفاع مؤشر الكميات المنتجة بشكل كبير،موضحاً أن المنطقة الساحلية تعتبر (مركز الإنتاج) المنطقة الزراعية الأكثر استقراراً على المدى البعيد للحمضيات لجهة الدخل والإنتاج على حد سواء نظراً لملائمة الظروف الجوية والبيئية والجهود الفنية المبذولة لتطوير هذه الزراعة التي تتركز وبشكل أساسي في المنطقة الساحلية 98 % (75 % اللاذقية ـ 23 % طرطوس)، إضافة إلى حمص وإدلب ودرعا ودير الزور وحماة والغاب ولكن بكميات قليلة، في حين تشكل مناطق زراعة الحمضيات التي تمتاز بثنائية الغرض (مائدة ـ عصيرية) حوالي 53 % من الزراعات المروية في طرطوس (9265 هكتارا ) وحوالي 91 % من الزراعات المروية في اللاذقية (33190 هكتارا )، مبيناً وجود حوالي 50 ألف أسرة تعمل في زراعة الحمضيات يضاف إليهم عشرات الآلاف ممن يساعدونهم في عمليات الخدمة المختلفة من قطاف ونقل وتسويق وغيرها.
وأشار حمدان لصحيفة الثورة إلى أن الأرقام المرتفعة التي تم تسجيلها على مؤشر أسعار محصول الحمضيات خلال الموسمين الزراعيين الماضيين وتحديداً الليمون الحامض وانخفاض الكميات المعروضة منه نتيجة تعرضه للصقيع (باعتباره من أكثر الأصناف تأثراً بالبرودة والصقيع) أدى تلف قسم كبير من المحصول وبالتالي ارتفاع أسعار مبيعه بشكل قياسي يفوق بكثير ما كانت عليه خلال المواسم الزراعية السابقة، مبيناً أن هذه الأسباب مجتمعة هي التي دفعت بقسم من المزارعين إلى تطعيم بعض الأصناف المزروعة بالغريفون والبوميلو (استبدالها من خلال التطعيم) وهي التي تسببت أيضاً بانخفاض قيمة مبيع هذين الصنفين نتيجة كثرة العرض وقلة الطلب عليهما مقارنة مع محصول الليمون الحامض، منوهاً إلى أن هذا الأمر (تطعيم الأشجار بأصناف أخرى) لا يصب في مصلحة المزارع كون الأمر سيكون عكسياً في المستقبل (زيادة في الكميات المعروضة من الليمون الحامض وبالتالي انخفاض أسعار، وتراجع مؤشر إنتاج الغريفون والبوميلو وارتفاع أسعارهما).
وقال حمدان ان دور وزارة الزراعة وجهودها منصب حالياً باتجاه تأمين منتج زراعي آمن بمواصفات وجودة عالية (كماً ونوعاً) والعمل على تطوير هذه المواصفات والجودة وتقديم العناية والخدمة للأشجار المثمرة من الغرسة وحتى المنتج (باب المزرعة) من خلال اللجان التي تم تشكيلها لهذا الغرض، مشيراً إلى أن الحمضيات السورية (التي تحتل المركز الثالث عربياً من حيث الإنتاج والسابع متوسطياً والثامن عشر عالمياً ) تتمتع بمواصفات (ثمار ذات نكهة ولون مميز وبكميات كبيرة وأصناف متعددة ومواعيد نضج مختلفة) تتفوق بها على جميع دول العالم بشهادة مخابر ومراكز أبحاث عالمية من حيث خلوها من الأثر المتبقي من المبيدات وذلك نتيجة اعتماد برنامج المكافحة المتكاملة في السيطرة على آفات الحمضيات منذ عام 1997 والتي توزع مجاناً على المزارعين (المبيدات المنتجة في مخابر وزارة الزراعة) والتي توفرعليهم حالياً عشرة مليارات ليرة، كما أن متوسط إنتاج الشجرة من ثمار الحمضيات يبلغ 95 كيلو غراما ومتوسط إنتاج الهكتار 34 طناً، مشيراً أن أكثر الأصناف إنتاجاً في سورية من الحمضيات هو صنف البرتقال أبو صرة وهو يشكل حوالي 21،9 % من إجمالي إنتاج الحمضيات، يليه صنف البرتقال اليافاوي بما يعادل 18،11 % ، ثم صنف البرتقال الفالنسيا ونسبة تصل إلى 13،4 % ، موضحاً أن جميع هذه الأصناف تنمي إلى مجموعة البرتقال والتي تساهم بحوالي 61،34 % من إجمالي إنتاج الحمضيات في سورية، مؤكداً زيادة عدد أشجار الحمضيات من ما يقارب 11 مليون شجرة عام 2005 إلى حوالي 14 مليون شجرة 90 % منها دخلت طور الثمار.