بقلم: رشاد كامل- خاص- سيريانديز
لم يستخدم الامريكان مفهوم الصدمة والدهشة في تكتيكاتهم الحربية فقط اثناء غزو العراق ، انما تم توسيع مفهوم الصدمة والدهشة في اعلامهم الموجه للعالم ...
لا اريد ان اعود لبرتوكولات حكماء صهيون فيما يتعلق بسياستهم الإعلامية، لكن ما يحدث يجبرني اجبار على إقرار ان هناك خطة ما ...
انهم يعرضون العالم الى الصدمة مع كل ما ينشروه من برامج تركز على الحياة اليومية للقحاب ، ولفتيات غبيات يمتهن فقط الموضة والحياة المرفهة، وصولا الى تعزيز مفاهيم المثلية بابشع اشكالها ...
والمآساة اننا وباقي العالم وقعنا ضحايا التهم الإعلامية المهولة .. وبدون وسائل دفاع ثقافية ولا معرفية ولا ترفيهية ....
أما الدهشة فهو استكمالهم الاجهاز علينا بتسليط الضوء على تلوينا ثقافياً واخلاقياً ، واعتبار ردود افعالنا البدائية لمواجهة هذه الثقافة مع انعدام أي ثقافة خاصة بنا. فنقع إنسانيا بين نارين ، الصدمة بما نحاط به واولادنا من ثقافة داعرة لا تقبل حتى في أمريكا على فكرة ، ودهشة لما نواجهه من ارتداد اصولي وتمسك بتقاليدنا القديمة كحل أخير ووحيد في الدفاع عن وجودنا الثقافي .... رغم اهانتهم لنا بأننا متخلفون ...
في الاخبار الغربية اليوم ، ضجيج حول صبية باكستانية امتهنت حياة تشبه حياة باريس هليتون او كيم كارداشيان، والتي انتهت مخنوقة بيد اخوها الذي لم يعد يستطيع تحمل ضغط مجتمعه المحافظ ....
مابين جريمة شرف واتهام مباشر بقمع حرية المرأة الباكستانية ، اشتعلت وكالات الانباء وكتب العديد من المقالات تضامنا مع هذه الفتاة ، واضعين كل الباكستانيين في خانة ضيقة امام العالم ، اما أن تقبلو حياة كيم كاردشيان كنموذج عالمي معتمد او انتم ضد حرية المرأة ....
وهذا بحد ذاته إهانة برأي لمفهوم التحرر والحرية والمرأة ...
فالباكستان التي انجبت بانزير بوتو وولتها مقاليد امورها ، من المعيب ان نتهمها بأنها ضد المرأة
وان كان هناك شوطا طويلا لابد من ان يتم السير فيه بهذا المجال عندنا وعندهم ...
الهجوم الإعلامي على ثقافة إسلامية ، مثل تلك التي في الباكستان ، من اجل خلاف على موضوع أي اسرة مسلمة تنفر منه ، هو جزء من تسليمنا رويدا رويدا لمزيد من التطرف ....
فرد الفعل الانكماشي الاحترازي ، من ثقافة غير مقبولة حتى في البلاد التي تصدرها لنا ، مضافا اليه فشلنا في بناء هوية وطنية ثقافية تسعى الى تطوير مجتمعاتنا بشكل يتناسب مع ثقافاتها ومرجعياتها وأسلوب حباتها
هو ما يجعلنا مصدموين بارتداد عدد كبير من أولادنا الى التطرف
والدهشة مما يفعلونه .... للحفاظ على هويتهم التي لا يعرفون غيرها
بدون اعلام بدون مثقفين بدون محتوى جيد ، بدون زهو ثقافي وطني خاص بنا
سنعيش بين الصدمة الدهشة
وكيم كارديشان !!!!