دمشق- سيريانديز
تركزت الطروحات التي قدمها الحرفيون المشاركون في ورشة العمل التي نظمتها وزارة السياحة بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية اليوم لمناقشة الواقع الحالي للصناعات التقليدية على ضرورة إقامة أسواق مهنية جديدة للحرف التقليدية وتحسين سوق المهن اليدوية ومتابعة مشاريع القرى التراثية وتبسيط القوانين وتأمين المواد الأولية للعمل إضافة إلى إقامة ورش للصناعات التقليدية ضمن المواقع التراثية ومنها في دمشق القديمة للجمع بين التراث المادي للمبنى والتراث اللامادي للحرف.
وفي كلمة له خلال الورشة التي أقيمت في فندق الداما روز بدمشق وتهدف إلى اقتراح الاجراءات اللازمة للتخفيف من الآثار المنعكسة على قطاع الصناعات التقليدية أشار وزير السياحة المهندس بشر يازجي إلى أن الصناعات والحرف اليدوية والتراثية السورية تشكل جزءا مهما من الثقافة الجمالية في تاريخ الحضارة الإنسانية كله لافتا إلى أن “الاهتمام بالحرفيين المبدعين وتقديم الدعم لصناعاتهم التي تضررت كثيرا بسبب الحرب الارهابية التي تتعرض لها سورية هو جزء مهم من عمل وزارة السياحة للنهوض بصناعاتهم التي تعد أحد حوامل التراث السوري الذي نفخر بتفاصيله”.
وأكد يازجي حسب سانا أن الحرف اليدوية في سورية هي ثروة تراثية سياحية تمثل الحفاظ على التراث السوري الحرفي من جهة كما انها باب استقطاب سياحي نشط يجذب السائح من جهة أخرى مبينا أن الوزارة تعمل بخطوات مدروسة لأرشفة وجمع كل البيانات حول الحرفيين والصناعات اليدوية وتفصيل كل منتج إضافة إلى البحث عن طرق خلاقة لتطوير واقع الحرف اليدوية والنهوض بها ووضع آلية مناسبة للقيام بدور فاعل في تسويق المنتجات وإيصالها للراغبين باقتنائها حول العالم.
بدوره بين الدكتور طلال معلا من الأمانة السورية للتنمية أن الورشة جزء من مجموعة تداولات حول وضع المهن اليدوية في إطارها الصحيح وإيجاد بنية حكومية تهتم بهذا التراث لذلك يجب وجود تشريع يسبق هذه البنية مشيرا إلى ضرورة استثمار المعارف المتعلقة بالتراث اللامادي السوري ودعم الاستمرارية والاستدامة للعمل الحرفي ولاسيما مع وجود منافسة قوية بالعالم.
وتضمنت الورشة ثلاثة محاور يتعلق الأول منها بالحالة الراهنة للقطاع الحرفي في سورية حيث أشار المهندس علي المبيض رئيس لجنة الأنشطة في ملف ترشيح دمشق مدينة مبدعة إلى تعرض قطاع الصناعات التقليدية والحرف لأضرار كبيرة نتيجة الحرب الإرهابية على سورية ما يتطلب البحث عن خطوات للنهوض بهذا القطاع وذلك من خلال تقريب المسافة بين الحرفي والمنشات الأخرى وتعديل بعض القوانين وتفعيل قوانين تتعلق بالعمل الحرفي.
كما بين المهندس فادي فرح الرئيس التنفيذي للشركة السورية للحرف بالأمانة السورية أهمية مقاربة واقع الحرف بمفاهيم جديدة تواكب العصر مع الحفاظ على الأصالة وطرح مفهوم المشاركة بالتطوير والتسويق بالتزامن مع تعليم المهنة اليدوية للأجيال فتعليم المهن التقليدية يوازي أهمية تسويقها وتطويرها وتقديم المنتج بأسلوب وإطار جديد.
وحمل المحور الثاني من الورشة عنوان “عرض للتشريعات والقوانين المتعلقة بالقطاع الحرفي” حيث دعا الدكتور محمد الفياض من اتحاد الحرفيين إلى وضع آلية جديدة لتطوير قطاع الحرف وإيجاد تشريعات وتسهيلات وتبسيط الإجراءات من خلال بعض الإعفاءات الضريبية للحرفيين ودعمهم من خلال إقامة فعاليات وإيجاد حاضنات للأماكن المتضررة مؤكدا أهمية التشاركية بين سائر القطاعات والمجتمع المحلي.
من جانبه أكد فؤاد عربش رئيس جمعية الشرقيات ضرورة إيجاد أماكن عمل مناسبة للحرفيين تضمن استمرارية العمل وإصدار قوانين تنظم العمل الحرفي وتضمن تعليم الحرف التقليدية إضافة إلى تسليط الضوء عليها في المناهج التعليمية وإصدار قوانين الحماية الفكرية ووضع خطط للتسويق بشكل مناسب يدعم الاقتصاد.
وناقش المشاركون في المحور الثالث للورشة “الحاجات والإجراءات اللازمة لتطوير التشريعات الخاصة بالصناعات التراثية” حيث بين المهندس عبدالناصر عمايري رئيس لجنة التراث في فرع دمشق لنقابة المهندسين أن التراث المادي المتمثل بالمباني الأثرية والتراثية هو الحاضنة التي تختزن التراث اللامادي ومن أهم عناصره الحرف التقليدية مشيرا إلى ضرورة أن يتضمن جزء من المواقع الأثرية وجود أسواق خاصة بالحرفيين ضمن المواقع التراثية المأهولة بهدف التنمية والاستدامة ووضع ضوابط خاصة بعمل الحرفيين وسويات تنافسية تدعم الحرفي المتميز.
من جانبه أشار انطون مقديس من الأمانة السورية للتنمية إلى ضرورة وجود رؤية وطنية من كل القطاعات تدعم الحرفيين ووضع رؤية استراتيجية طويلة المدى وعدم الاكتفاء بحلول مرحلية.
وتقام الورشة ضمن أنشطة ترشيح دمشق على قائمة المدن المبدعة في منظمة اليونيسكو لعام 2016 في مجال الحرف التقليدية والفنون الشعبية علما أن القائمة تأسست عام 2004 وبلغ عدد المدن المسجلة فيها حتى اليوم 116 مدينة من 54 بلدا حول العالم.