دمشق- سيريانديز
تتطلب مرحلة إعادة الإعمار تعزيز القدرات وتنمية المهارات في جميع المؤسسات المعنية بشكل مباشر بعملية البناء والتشييد واستغلال الوقت لتطوير تقنياتها وتجهيزاتها استعداداً لهذه المرحلة التي بدأت بإعادة دوران عجلة الإنتاج وتنظيم بناء المناطق التي أعاد لها الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار.
وتتقدم هنا أولوية الحاجة لامتلاك تقنيات التشييد السريع التي تسهم بإعادة إحياء هذه المناطق بفترة زمنية أقصر من التي قد تحتاجها لو استخدمت أدوات البناء الحالية وتنفيذ نماذج جديدة من أبنية سكنية وخدمية وإيجاد طرق سريعة لإعادة البناء بوسائط وتكنولوجيا البناء الحديثة.
وانطلاقا من ذلك تتواصل الشركة العامة للبناء والتعمير كما يوضح مديرها المهندس عامر اسماعيل هلال في تصريح لمندوبة سانا مع الشركات الإنشائية في الدول الصديقة مثل روسيا وإيران والصين بهدف استيراد وتوطين تكنولوجيا تقنيات الانشاء السريع في مجالات عديدة منها التشييد السريع وتقنيات الصناعات المعدنية والتجهيزات الميكانيكية الكهربائية للمشافي والجامعات والمباني العامة.
ليس هذا فحسب بل إن التواصل يشمل آليات الاستفادة من الخبرات المتوفرة لدى هذه الدول لتطوير خبرات الشركة في مواضيع التدعيم والصيانة حسب هلال الذي يبين أنه تم التواصل مع شركات روسية منها شركة سترويتخ تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين وشركة سي تي إم التي تستخدم التقنية الأكثر حداثة لهذه المنتجات وبطاقة إنتاجية حوالي 300 ألف م2 سنوياً وتتضمن خطوط إنتاج لتصنيع بلاطات مسبقة الإجهاد هولوكور وبلاطلات بيتونية مسلحة خاصة للطرق وأعمدة وجدران ومناور للمصاعد بالإضافة إلى إنتاج أعمدة كهرباء بيتونية والعديد من العناصر البيتونية المسلحة مسبقة الإجهاد.
من جهة أخرى تقوم الشركة حالياً بتحديث وتطوير آلياتها ومعداتها الهندسية كماً ونوعاً عبر رفدها بمعدات جديدة وصيانة القديم ومنها آليات الهدم العملاقة وآليات الترحيل وإعادة تدوير نواتج الهدم.
ووفق هلال فقد تقدمت الشركة بدراسة حول خطوط إنتاج الوحدات السكنية للإيواء وتمت الموافقة على تخصيصها بالمبالغ اللازمة لأتمتة وتطوير خطوط الإنتاج من حساب لجنة إعادة الإعمار لتأمين خط انتاج بيتوني معدني “اي إف 1” بكلفة تقديرية 675 ألف دولار وبما يعادلها بالليرات السورية وخط إنتاج الساندويش بانيل “إي إف 2” بكلفة تقديرية 198 ألف دولار وخط انتاج القوالب المعدنية “إي إف 3” بكلفة إنشاء تقديرية 12500 دولار حيث تم الإعلان عن عروض أسعار لتقديم الخطوط المذكورة ويتم حالياً تقييم تلك العروض.
وبالنسبة لأهم المشاريع التي تقوم الشركة بتنفيذها حالياً بين هلال أنها تعود للقطاع العام وهي “مشاريع ذات ضرورة وطنية تتضمن إيواء المتضررين من الإرهاب في ثلاثة مواقع في المدينة الصناعية بحسياء وسكن الإيواء في موقع حرجلة ومساكن في عدرا إضافة إلى مشاريع السكن الشبابي في قدسيا بريف دمشق واللاذقية وطرطوس وحمص وحماة ومشاريع المشافي مثل مشفى قطنا ودير عطية بريف دمشق ومشفيي الباسل وخزنا والعيادات الشاملة بطرطوس ومشفى المخرم بحمص”.
كما تقوم الشركة بإعادة تأهيل وترميم بعض المشافي والعيادات ومحطات المعالجة لمياه الصرف الصحي والمنشآت التعليمية والتربوية مثل تنفيذ مبنى كلية طب الأسنان في جامعة تشرين ومدارس مديريات التربية في عدد من المحافظات ومشاريع الأبنية الحكومية كمباني التأمينات الاجتماعية ومبنى الاتصالات والمجمعات القضائية ومشاريع البنى التحتية والطرقات والصرف الصحي.
وذكر هلال بعض المشاريع النوعية والحيوية التي تقوم الشركة بتنفيذها مثل تدعيم المكسر البحري لمرفأ طرطوس وبعض المشاريع الاستثمارية للنقابات كمشروع بناء مجمع وفندق لاواديسيا في اللاذقية لصالح نقابة المهندسين ومبنى فندق اتحاد عمال طرطوس والعديد من الأبنية الرياضية لصالح مديرية المنشآت الرياضية.
وأضاف.. “الشركة سعت بدعم من الوزارة لتأمين معمل مسبق الصنع بطاقة إنتاجية كبيرة تتجاوز 100 ألف م2 إضافة لمعمل تمتلكه الشركة بريف دمشق والذي كان يعمل بطاقة إنتاجية 48000 م2 لكنه تعرض للاعتداءات الإرهابية” لافتاً إلى أن الشركة تقوم حالياً بإعادة تأهيله ليعود إلى الخدمة ويساهم في الإنتاج وإعادة الإعمار.
وبلغت الخطة الإنتاجية للشركة العامة للبناء والتعمير للعام 2016 حوالي 6ر10 مليارات ليرة سورية كما بلغت قيمة الأعمال المنفذة حوالي 9ر10 مليارات ليرة سورية بنسبة 103 بالمئة وخصصت الشركة مبلغ 700 مليون ليرة سورية كخطة استثمارية لتأمين آليات ومعدات حديثة لإنجاز الخطة الإنتاجية.
وكانت الشركة قد أحدثت بموجب المرسوم التشريعي رقم 169 بتاريخ 7-5-2003 كنتيجة لضم العديد من الشركات الإنشائية.