دمشق- سيريانديز
يمكن أن نتفهم أن الانتاج المحلي من «العوجا» انخفض إلى 50% عما كان عليه قبل الحرب بحسب إحصاءات وزارة الزراعة، ولكن لا يوجد تبرير منطقي أن تحلق أسعارها هذا التحليق لتنافس أسعارها ثمن الذهب.
يقول مدير التسويق في وزارة الزراعة مهند الأصفر: انخفض إنتاج سورية من العوجا في عام 2015 إلى 51686 طناً بينما كان الإنتاج 107117 طناً في عام 2006، على الجهة الأخرى برر أحد المسؤولين في إحدى الوزارات ارتفاع سعر «العوجا» بقوله: «هذا شخص زارع كم كيلو، تركي هالعالم تترزق!»
«هل هي فاكهة من الجنة؟».. بهذه العبارة تساءل مواطنون عن سبب ارتفاع سعر «العوجا» التي بدأت تنتشر عربات باعتها في الأسواق السورية ليباع الكيلو منها قبل أسابيع بسعر 20 ألف ليرة لتنخفض إلى 7 آلاف، مستنكرين هذا الغلاء الذي وصفوه بـ«الكفر» ليكون الاقبال عليها «للشهوة» فقط، ومقتصراً على بعض الحبات التي لا تتجاوز الأوقية لدى الفئة الأكثر ثراء.
سعرها فاق الذهب
تتأثر أسعار السلع الغذائية بارتفاع الدولار فجميعها زاد سعره في الحرب لكنه لم يحطم ما وصلت إليه العوجا من سعر خيالي حيث تضاعف ثمنها 10 أضعاف عما كانت عليه قبل الحرب وبدون أي تبرير مقنع، حيث جحظت عينا أبي محمود عند رؤية تسعيرة العوجا فهرول مسرعاً باتجاه عربة بائعها يفرك عينيه خشية أن تكونا قد أصيبتا بقصر النظر لكنه حالما اكتشف أنه لا يزال يرى جيداً وأنه ليس في الأحلام.
في حين تفنن مواطنون آخرون بإطلاق عبارات السخرية والتهكم منتقدين هذا الغلاء فمنهم من قال: «حياتنا كلها عوجا ما وقفت على العوجا» وبعضهم من قال: «عمرها ما تتاكل مارح ناكل عوجا ليصير سعرها 250 ليرة» بينما تساءل آخرون بنبرة ساخرة فيما إذا كانت هناك سوق سوداء لبيع العوجا.
موسمها قصير
يقول سامر أحد بائعي العوجا: الزبائن معدودة ومن يشتري لا يرغب أكثر من أوقية، وإلى اليوم شخص وحيد صعقني حينما جاء ودفع ثمن كيلو بأكمله.
هذا الغلاء برره بائعو العوجا بغية امتصاص غضب الزبائن بأنها مستوردة، ولأن حجتهم لا تنطلي على أحد وخاصة أنها معروفة أنها منتج محلي بامتياز في هذا التوقيت بالذات الذي يعد موسمها الفعلي، لكن رغم ذلك قصدنا وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية للوقوف على حقيقة هذا الأمر والتأكد من صحة ما يقوله هؤلاء الباعة الجوالون، ليؤكد عدم صحة ما يروجونه بالقول: لا يوجد استيراد للعوجا، وجميع الكميات المطروحة في السوق إنتاج محلي «ليرجع سبب غلائها إلى أنها كانت في الأيام الأولى من موسم بيعها»، وهنا نتساءل: هل هذا التبرير يعد سبباً لرفع سعرها بهذا الشكل الهيستيري؟!.
وأضاف: فاكهة العوجا مظلومة لأن موسمها قصير فلا يستمر بقاؤها في السوق لأكثر من شهرين بعدها تصبح الحبة كبيرة وقاسية ويتغير طعمها، لذا يبقى سعرها من أول الموسم لآخره مرتفعاً، مشيراً إلى أنه مع بداية كل موسم ظهور للعوجا ترتفع أسعارها وتحلق عالياً، لكن أن يصل سعرها إلى 20 ألف ليرة، هذا لم يحصل في التاريخ السوري، فأكثر ما وصل إليه كيلو العوجا العام الماضي 10 آلاف ليرة.