كتب فادي بك الشريف
يؤلمك قلبك.. تدمع عيناك وتقف قدماك خاشعة أمام من ضربتهم ظروف الأزمة وشلّت أطرافاً من جسدهم وعصفت بهم الحياة لتجدهم بين أروقة الدوائر الحكومية مثلهم مثل المواطنين الأصحاء.. بل إرادتهم أقوى من أن تهزمها تصرفات البعض.. وتداعيات الحرب الجائرة وقذائف الإرهاب !!.
المواطن جمال الكرمه رجل مقعد على كرسي متحرك وبعد تعثر الوصول إلى غايته بعدم قدرته على حجز تذكرة للسفر في الوقت المحدد، قادته الحاجة الماسة للسفر إلى مبنى وزارة النقل..
هنا بدأت قصة الرجل.. لحظات وعلى الفور سارع الجميع لتقديم يد العون له بدءا من الحرس وموظفي الاستعلامات المتواجدين في الأسفل مرورا بالطابق الأولى ومكتب الجاهزية ومنه إلى مدير مكتب وزير النقل..
حالة استغراب بدت على هذا الرجل المقعد بعد أن عانى ماعاناه ليجد نفسه في عالم آخر.. وتصرفات مغايرة.. وتعامل مختلف جذرياً !
شرح المواطن مشكلته لمدير مكتب الوزير الذي قابله بكل ترحاب واستمتع إلى مشكلته..
وصل الموضوع على الفور إلى وزير النقل المهندس علي حمود ليوجه مدير مكتبه بمتابعة مشكلته وتنفيذها.. لا بل طلب أيضا بعدم مغادرة الرجل مبنى الوزارة قبل أن يستقبله بنفسه
دقائق خرج بعدها الوزير حمود تاركاً اجتماعه لاستقبال المواطن ويستمع إلى مشكلته وظرفه.. ويقدم كل الدعم اللازم له
ما ذكرته في استعراضي ما حدث ، جاء وفقاً لما أكده لسيريانديز بالحرف، المواطن (المتقاعد) جمال كرمه، مضيفاً أنه لم يكن يتخيل هذا التعامل من الوزير على الإطلاق ومن جميع من قابلهم في الوزارة، خاصة بعد معاناته الطويلة في بعض من الجهات الحكومية.
وقال الكرمه: من لا يحترم المواطن لا يغار على بلده.. والوطن بحاجة إلى أناس يحترموننا ويستمعون إلى مشكلاتنا على أقل تقدير ويعاملوننا بشكل جيد.
مضيفا: على سبيل المثال: البعض في الأحوال المدنية (النفوس) في شارع الثورة.. لم يقدروا ظرفي وإعاقتي رغم امتلاكي لبطاقة معاق !!.. لا وبعد التعب والجهد طلبوا مني العودة في وقتٍ أخر !!.. ناهيك عن التكاليف الكبيرة التي تكبدتها لمتابعة إنجاز معاملتي..
وتابع المواطن كرمه: "ما تصرفه الوزير تجاهي لن أنساه طوال حياتي.. يكفي أنه احترمني واستمع إلى مشكلتي وعالجها لي على الفور.. مضيفا: لا أتحدث من باب المديح.... صورتي تحدثت وروت وجع ما أعانيه ! "
وختم بالقول: أتمنى من الكثيرين أن يتحلوا بصفات هذا الوزير "المواطن" الذي حركته إنسانيته قبل منصبه لرؤية قدماي التي تحركهما الإرادة والبقاء في هذا الوطن الذي يتطلب منا أن نحبه ونقدسه بكل ما أوتينا من صبر وضمير
أسرة سيريانديز تتمنى الشفاء والعافية للمواطن جمال الكرمه.. وتأمل أن تكون قصته حافزا لدى الكثيرين لتقدير ظروف المواطن والنزول إلى مستوى معاناته وتقديم جميع التسهيلات اللازمة له..