خاص- سيريانديز- سومر إبراهيم
كشف مدير عام المؤسسة العامة للصناعات الكيميائية الدكتور أسامة أبو فخر لـ«سيريانديز» أن إنتاج الشركة العامة للدباغة شهد تحسناً ملحوظاً في هذا العام والعام الماضي حيث سجل إنتاجها في 2016 حوالي 12278 سترة و 400 ألف قدم مربع جلد بوكس بقيمة تصل غلى 484 مليون ليرة، منوهاً ان مبيعاتها في نفس العام وصل إلى 503 مليون ليرة ببيع 14840 سترة و 400 ألف قدم، منوهاً أن زيادة كبيرة في الإنتاج والمبيعات تحققت إذا ما قارناها بالأعوام السابقة والتي شهدت تراجعاً كبيراً في 2013 حيث لم تبلغ قيمة الإنتاج 8 مليون ليرة والمبيعات 16 مليون ليرة، وفي 2014 بلغ الإنتاج 138 مليون ليرة والمبيعات 109 مليون، أما في 2015 كان الإنتاج 126 مليون والمبيعات 148 مليون ليرة.
وبين أبو فخر أن للشركة ديون على الجهات العامة الأخرى بلغت بحسب ميزانية 2016 حوالي 366 مليون ليرة أهمها شركة الأحذية ومؤسسة معامل الدفاع، وعليها ديون بقيمة 182 مليون ليرة لصالح بعض الموردين ومؤسسة تصنيع الحبوب.
وعن الواقع الاستثماري للشركة أوضح أبو فخر أن معظم الآلات قديمة ومتهالكة ولم يتم استبدال أو تجديد لأي منها منذ عقدين من الزمن باستثناء تجهيزات بسيطة استبدلت في 2011 بقيمة لا تتعدا 1,5 مليون ليرة، لافتاً إلى أن عدد عمال الشركة انخفض إلى 56 عامل بعد أن كان 110 عمال والسبب خروج معظم معاملها عن الخدمة.
وقال أبو فخر: إن الشركة في عام 1992 كانت في ذروة نشاطها الصناعي والتجاري وكانت من الشركات الرابحة بلغ متوسط ارباحها بعد الاقتطاعات الضريبية 10 مليون ليرة وذلك يعود لحصر بيع الجلود الخام الناتجة عن المسالخ الحكومية لصالح شركات الدباغة الحكومي وهذا جعلها تستغل الطاقات الإنتاجية المتوفرة ضمن مدبغة جلد الغنم والتي تصل طاقتها اليومية إلى 3000 جلد وكانت تقوم باستخدام جزء منه لتصنيع الستر الجلدية بما يقارب 6000 سترة سنوياً وتصدر الباقي نصف المصنع لتحقيق قطع أجنبي، ولكن مع صدور قرار إلغاء الحصر في نفس العام جعل الشركة مرغمة على تأمين الجلود الخام عن طريق الإعلانات الرسمية والتي خلقت مضاربات في السوق وأدت إلى ارتفاع أسعارها الأمر الذي اخرج الشركة من سوق دباغة جلد الغنم والمنافسة بالإضافة إلى دخول السوق السورية في مرحلة الانفتاح وازدياد حجم ومنافسة القطاع الخاص مما أدخل الشركة في مرحلة خسائر متتالية وصلت إلى حوالي 129 مليون ليرة بين عامي 2007 و 2014، ولكن في العامين الاخيرين حققت الشركة أرباحاً وصلت إلى 9 مليون في 2015 و 56 مليون في 2016 السبب يعود لإعادة تقييم مخزونها الذي تاثر بتقلبات سعر الصرف وخروج الكثير من المنافسين في السوق وقلة المعروض والحاجة المتزايدة من قبل القطاع العسكري.
وأشار أبو فخر إلى أن معمل واحد تابع للشركة هو الآن داخل الخدمة بينما ثلاثة خارجا واحد منها تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية، لافتاً إلى أن موقع الشركة الحالي ضمن مخطط تنظيمي سكني وخدمي يفسح المجال لاستثماره في انشطة خدمية ذات جدوى اقتصادية أعلى من استثمارها صناعياً، مبيناً أن دراسة وضعت لنقل الشركة غلى المدينة الصناعية إلا أنها لم تنفذ بسبب عدم الجدوى كون نقل الآلات غير ممكن لقدمها، وتكلفة إقامة معمل جديد وصلت لما يقارب 300 مليون ليرة منذ عشرة أعوام، وفي ضوء خسائر الشركة يتبين أن الاحتفاظ بصناعة الدباغة غير مجدٍ، ولكن من المهم تأجيل البت بمستقبلها والابقاء على وضعها بانتظار مرحلة إعادة الإعمار لتلمس رؤية واضحة لمستقبل القطاع العام الصناعي واتخاذ القرار المناسب في حينه.