رسام محمد
كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل بقليل، بتوقيت الساعة الجديدة في حمص .... قرب الساعة «العتيقة»، بدا المشهد وكأن هناك خطباً ما؟!! حشود كبيرة من الناس تبدو من بعيد، وجوههم وألبستهم تدل على أنهم من مختلف فئات ومناطق حمص، إنها حمص التي نعرفها.. ماذا يفعل مئات الناس في ليل حمص بمنطقة كانت عنوان الموت لمن يعبرها نهاراً منذ أمد ليس بالبعيد؟!!
نسأل عناصر الحاجز الذين بدت وجوههم مرتاحة: ماذا يحصل هنا؟ يجيبون: إنه مهرجان التسوق لشهر رمضان... في الساحة المجاورة للساعة القديمة تم إنشاء سوق رمضاني اجتذب مئات العائلات التي باتت تشعر بالأمان مع إعلان حمص «مدينة آمنة»، وأتت إلى المهرجان بحثاً عن أمن من نوع آخر .. الأمن الاقتصادي والغذائي؟!!
لا أحد يعرف الفارق بين الأمس واليوم إلا أبناء حمص، لقد عادت الحركة إلى مركز المدينة وأمن السوق الرمضاني للجميع فرصة لشراء حاجياتهم بسعر مناسب، وأمن فرصة للفرح والأمان في مكان كان خطراً للغاية، وأمن لقاء الأشقاء من مختلف أنحاء مدينة حمص.. ع
اد مركز مدينة حمص، و لو بخجل، ليذكرنا بأيام العز، أيام السوق الذي لا ينام.. المشهد أكثر من رائع، وكوة الأمل التي يفتحها مؤثرة للغاية، وإن جهود محافظة حمص بكل مؤسساتها العامة والخاصة تستحق التقدير لجهة إعادة النشاط لمركز المدينة فهو سيحرك النشاط الاقتصادي والاجتماعي ويعيد اللحمة لأهالي حمص، ويعيد المؤسسات العامة للخدمة، والأهم سيؤمن الكثير من فرص العمل وسبل العيش، وحيث تتوافر الفرص يحل السلام ويعود الفرح..
مركز المدينة هو القلب التجاري النابض، وبدون القلب يموت الجسد..