دمشق- سيريانديز
دخل مشفى الكلية الجراحي في دمشق بدافع الألم والأمل والحاجة، ولم يكن اليافع عبد الجبار الحمود يدرك أنه سيعتبر حساباً زائداً في دفاتر البعض ممن امتهنوا الطب وتكريس المؤسسات العامة لمصالحهم الشخصية، بهذه الكلمات بدأ فايز الحمود والد الشاب عبد الجبار الحمود في نقل معاناته عما لاقاه من معاملة سيئة وغير طبية كادت تودي بحياة ابنه لولا تدخل العناية الإلهية.
وفي التفاصيل يقول فايز الحمود: بتاريخ 28/4/2017 الساعة الثانية بعد الظهر أخذت ابني عبد الجبار بحالة إسعاف إلى مشفى الكلية في مجمع ابن النفيس بشكاية احمضاض أنبوب كلوي بسبب نقص البوتاسيوم، ولم نجد أحداً في قسم الإسعاف وحملته إلى المخبر مباشرة لإجراء تحليل لأنه كان يعاني انخفاضاً كبيراً في البوتاسيوم وبعد أن توسلت للمخبري رضي أن يجري التحليل من دون إحالة من الطبيب ووعدته أن أحضر له الإحالة فيما بعد وقد وصلت نسبة البوتاسيوم 1.57 والطبيعي 3.5 ولعدم وجود أطباء أخذته إلى الطابق الثالث ووجدت الطبيب فهد الذي سأل زوجتي عن وضع ابني فقالت له: معه احمضاض أنبوب كلوي وسألها هل يغمى عليه؟ أجابته لا، ومن دون أن يكلف نفسه فحص المريض سريرياً وطلب من الممرضة تعليق سيروم ووضع إبرة بوتاسيوم في السيروم وفعلاً تم وضع السيروم، وبدأ الشاب بالتراجع بعد أن دخل إلى المشفى وهو يمشي أصبح بعد دخول المشفى شبه مشلول، ولأنني أعرف القصة المرضية السابقة لولدي وعلى دراية بعلاجه ولأن سيروم البوتاسيوم بطيء يحتاج إلى 12 ساعة حتى ينتهي الكيس لكن نتيجة تسريع الكيس انتهى خلال ساعتين بناء على طلب الطبيب الذي عاد إلى النوم في مكتبه من دون أن يكترث لحالة المريض، وبالرغم من الإلحاح الشديد على الطبيب لم يستحب في العودة إلى غرفة المريض لمعرفة وضعه وقال: «بكرا الصبح يتحسن وضعه».
غادرت المشفى وتركت زوجتي مع ابني في المشفى وفي العاشرة مساء حاولت استشارة طبيب صديقي في الموضوع فقال لي خذه إلى مشفى المواساة وقررت أن أتصل مع مديرة مشفى الكلية قبل أن أتخذ قراراً بنقل ابني إلى مشفى المواساة وسمعت منها كلاما غير لائق وقالت اذهب واشتكي لوزير الصحة، وكان الدكتور الذي يشرف على ابني قد سمع أني تحدثت مع مديرة المشفى وذهب إلى غرفة المريض وقال لزوجتي خلي زوجك يشتكي أنا مو فارقة معي أنا يومين ومسافر إلى فرنسا وكان الوقت 12 ليلاً وفوراً قام الطبيب بنزع السيروم وقال لزوجتي سوف نأخذه إلى ابن النفيس لأنه يحتاج إلى عمل جراحي لأنه لا يتحسن وفعلا أخذوه وهو مجرد من ثيابه إلى ابن النفيس.
عدت إلى المشفى بعد أن اتصلت بي زوجتي وكان الأطباء في مشفى ابن النفيس مصرين على إجراء العملية لوضع مضخة بوتاسيوم تحت الرقبة وبعد أن توسلت إلى الأطباء بعدم إجراء العملية أخرجته الساعة 3 صباحا على مسؤوليتي خارج المشفى، وقبل أن أعيده إلى البيت مررت به إلى مشفى خاص وتم إجراء تحليل وتبين أن البوتاسيوم ارتفع إلى 2 أي أن هناك تحسناً وفي الطريق أعطيته عصيراً وموزاً وأصبح بعد ساعات وضع الطفل طبيعياً.
هذه هي رواية والد الطفل، ولأننا نعرف أهمية قطاعنا العام الصحي والخدمات الكبيرة التي كان ومازال يقدمها تواصلنا مع وزارة الصحة لمعرفة مدى دقة هذا الكلام وتمت موافاتنا بشكل رسمي أن الشاب عبد الجبار فايز حمود دخل المشفى بسبب احمضاض أنبوب كلوي وقام الفريق الطبي بإجراء المطلوب وبعدها تم نقل المريض إلى قسم العناية المشددة في مشفى ابن النفيس بناء على تعليمات رئيس قسم الداخلية لكون قسم العناية في الكلية الجراحي بحالة ترميم ورفض والد الشاب متابعة العلاج في مشفى ابن النفيس وأخرجه على مسؤوليته، رفض الأطباء الاستجابة لخطة العلاج التي طلبها والد المريض لكونها قاتلة حتما وطلبوا منه التقيد بتعليمات الأطباء الأقدر على تشخيص حالة ولده وعلاجه.
أخيراً: من خلال رواية الوالد والرأي الرسمي للصحة يتبين صحة رواية الوالد ولكن السؤال إذا كانت خطة العلاج التي طرحها الوالد قاتلة حتما كما تقول الصحة لماذا لم يمت عبد الجبار بعد أن نفذ والده ما أراد ولم يستجب لخطة علاج الأطباء؟ وهل بهذه الأخلاقيات يتعامل الأطباء مع المرضى؟ نحن نؤكد أن هناك سوء أداء من الكوادر الطبية والإدارة ولدينا التسجيلات الصوتية التي زودنا بها والد المريض. هذا الوضع يحتاج إلى معالجة فورية للحفاظ على مؤسساتنا الصحية الوطنية التي نفخر بها.