فادي بك الشريف
يبدو أن الحكومة اتخذت قراراً لدعم التعليم المهني التطبيقي في سورية بالتزامن مع الحاجة الماسة لمزيد من الاختصاصات الجديدة والاستفادة القصوى من المهارات والخبرات التي يحملها خريجو الثانويات المهنية على اختلافها للحد ما أمكن من الأثر الكبير الذي أحدثه تسرب شريحة من الطلاب، ما يجعل الفرصة مواتية أمام وزارة التعليم العالي بالتركيز على واقع التعليم المهني ودراسته من مختلف جوانبه سواء على صعيد مفاضلة قبول الطلاب أو من خلال رفد سوق العمل بالمهارات المتميزة باختصاصات التي أصبحت البلاد تعول عليها الكثير خلال الفترة الراهنة وخاصة بعد الأضرار التي طالت قطاع الأعمال من تدمير وتخريب وتسرب شريحة من الكوادر العاملة والمدربة والمؤهلة التي كانت تعمل به.
وللدخول في التفاصيل وافق مجلس الوزراء بموجب كتاب لرئيس المجلس عماد خميس حصلت الوطن على نسخة منه، على معاملة خريجي الكليات التطبيقية معاملة المهندسين في الفرز وفقا للشروط والمعايير المقررة للمهندسين مع مراعاة الاختصاص بالدرجة الأولى واحتياجات الجهات العامة وتكليفهم على أن يتم متابعة تنفيذ مضمون القرار من وزارتي التربية والتعليم العالي، بحيث يأتي القرار بعد توصية من لجنة التنمية البشرية المتخذة.
و كشف وزير التربية رئيس لجنة التنمية البشرية هزوان الوز عن أن الحكومة تدرس حالياً إحداث المزيد من الاختصاصات لتلبية طلبات سوق التعليم المهني في سورية، واستيعاب المهارات والخبرات التي يتمتعون بها، في ظل الحاجة إلى الأيدي العاملة المدربة في المجال العملي والتطبيقي، مشيراً إلى وجود كليات تطبيقية في كل من جامعات دمشق وتشرين وحلب تضم خريجي الثانويات المهنية للحصول على إجازة في العلوم التطبيقية ضمن اختصاص محدد حسب كل جامعة من الجامعات السورية.
وبين وزير التربية وجود تنسيق كبير مع وزارة التعليم العالي على صعيد الاهتمام الأكبر بواقع التعليم المهني وتقديم كل الدعم اللازم له، منوها بأن وزارة التربية تقدم جميع التجهيزات من مخابر وورشات تدريب عملية، كما هناك تنسيق مع الوزارة لفتح المجال لقبول أكبر شريحة ممكنة من الطلاب، وخاصة أن هناك زيادة لأعداد المقبولين في المفاضلة عن 100 طالب وطالبة في كل اختصاص، مشيراً إلى بحث المزيد من الإحداثات الجديدة لاستيعاب الطلاب والاستفادة من مهاراتهم العملية، مؤكداً أن قرار الحكومة جاء بهدف دعم الطلاب لمتابعة تحصيلهم الدراسي والعملي التطبيقي.
في سياق متصل بين عميد كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة دمشق محمد مازن محايري أن كلية الهمك تقدم القاعات وجميع التجهيزات لطلاب الكلية التطبيقية الذين يقدر عددهم بـ700 طالب وطالبة بجامعة دمشق، مؤكداً أن الكلية التطبيقية تضم اختصاصيي تقنيات الحاسوب والـ ميغاترونيكس الخاص بالتحكم والميكانيك.
ولفت المحايري إلى أن الكليات التطبيقية تضم خريجي الثانويات المهنية ممن يخضعون لمفاضلة كل عام ويحصل الخريج على إجازة في العلوم التطبيقية باختصاص محدد.
وأكد عميد كلية الهندسية الميكانيكية والكهربائية أن هناك اهتماماً حكومياً ملموساً بواقع الكليات التطبيقية، مؤكداً أنه يدرس حالياً افتتاح اختصاصات جديدة في مجالات الاتصالات والمركبات والطاقة الكهربائية وذلك حال تأمين البنى التحتية اللازمة.