رسام محمد
وهكذا رسب نصف طلاب البكالوريا "شهادة التعليم الثانوي " في الامتحانات النهائية للعام الدراسي الحالي، فحسب النسب التي كانت وزارة التربية قد أعلنت عنها يوم الأحد الماضي فإن عدد المتقدمين كان لهذا العام حوالي 100 ألف طالبا وطالبة وصلت نسبة النجاح إلى 55% أي أن عدد الراسبين يقارب النصف .. في نسبة قد تعد الأولى من حيث تدنيها خلال الأعوام الفائتة.
غداة إصدار نتائج هذا الموسم الامتحاني تعددت الآراء وكثرت التحليلات حول الأسباب التي أوصلت "منارات الغد" لهذه النتائج المحبطة لهم ولأسرهم كأفراد وللمجتمع السوري عامة ..
لا يبدو أن هناك سبباً واحداً يمكن أن يبرز ليشرح لنا حقيقة هذا الواقع التعليمي السيء, بالتأكيد يجب ألا نستثني الأزمة ومفاعيلها على الطلاب والأساتذة والوزارة أيضاً، إلا أن حال الطلاب ومعاناتهم خلال العام الدراسي والتي تتجاوز العوائق الأمنية لتصل إلى المنهاج الذي بقي يراوح في مكانه رغم كل المحاولات لتغييره ليتماشى مع التطورات اليومية في العالم.
فالمنهاج بحاجة للاقتراب من الواقع والبعد عن كم هائل من المعلومات والتي لا علاقة بالتطبيق، في وقت لابد من التأكيد على الحاجة الشديدة لمشروع السيد الرئيس في الإصلاح الإداري والذي يتصل اتصالا وثيقا بالتعليم باعتباره اللبنة الأساس في أي إصلاح وتغيير.
بالتزامن مع ذلك يرى فريق عريض بأنه يجب على اللجان المختصة بالمناهج أن تضع نصب أعينها هذا المشروع ليتم التخلص من الأشخاص الذين تنقصهم الخبرة والكفاءة في عملية تطوير المناهج واستقدام من هم قادرين على ربطها بالحياة وسوق العمل، فالطالب لا يحتاج للكثير من المعلومات التي تضيق بها الكتب كما ذهن الطالب، حيث وصلنا إلى زمن "غوغل" وأخواته فيكفيك أن تضع أي كلمة على محركات البحث حتى يعطيك آلاف المعلومات والتي تزودك بكل ما يلزم عما تريده و أكثر.
إذا نحن بحاجة إلى أن نزود الطالب بالمهارات والمعلومات الأساسية لطرائق التفكير وفتح الآفاق أمام العقل.
وإذ نبارك لمن نجح وتفوق ، لابد من القول لمن لم يحالفه النجاح أن هذا لا يعني أنك قد فشلت فأنت لا تتحمل المسؤولية لوحدك ,يكفيك أعباء معلومات لا طائل منها لا في هذا الزمن ولا في بقية الأزمنة..
بل لابد لوزارة التربية من تحمل الجزء الأكبر من المسؤولية بكادرها التدريسي ومديرياتها المخولة بتطوير المناهج والتي بكل تأكيد تحتاج لتطوير تفكيرها وخبراتها والاضطلاع على تجارب الدول الأخرى مع مراعاة خصوصية مجتمعنا وما يحتاجه في عملية البناء القادمة.