سومر إبراهيم
تشهد مناطق ريفي الساحل والغاب هذه الفترة نقصاً حاداً في مياه الشرب والسقاية ما ينعكس سلباً على المواطنين والمزروعات الصيفية بكافة أنواعها على حد سواء.
لكن ما يرسم الكثير من إشارات الاستفهام أن هذه المناطق تسجل سنوياً أعلى نسبة هطول مطري على مستوى القطر، وكذلك تساقط الثلوج بكثافة بفترات متقطعة من الشتاء ، ما ينتج مخزوناً جوفياً كبيراً ، وأيضا كميات كبيرة من المياه تهدر على شكل سيول قد تغرق المحاصيل وتسبب أضراراً كبيرة ، في ظل غياب أي خطة استراتيجية للاستفادة من تلك المياه المهدورة، وانعدام تواجد أية سدات مائية تجميعية يمكن الاستفادة من مخزونها في الصيف ...؟؟
وهنا ينطبق عليها القول « تغرق في الشتاء وتموت عطشاً في الصيف»
في الجولات الأخيرة للوفود الحكومية التي لم تكن تقل عن 10 وزراء برفقة رئيس الحكومة تركزت المطالب في الغاب على إقامة سدات مائية ، وكذلك في الساحل ، وحدها تحيي المناطق التي تقام فيها ، ودونها كل المشاريع لن تغني ماء ... ولن تعطي إنتاجاً ...!!!
وعليه تشكلت لجان لدراسة إقامة تلك السدات ووضع خطط استراتيجية حسب وصفهم للاستفادة من مياه الأمطار ، ولكن كالعادة منذ زمن بعيد لا تخرج تلك المشاريع من الحيز النظري وتبقى حبيسة الأوراق ولا ترقى لأدنى مستوى من التنفيذ .
هنا نتساءل أيضاً: في خضم الحديث عالي المستوى عن الحركة النشيطة للاستثمارات في المرحلة القادمة وإقامة ملتقيات وندوات واجتماعات وطرح مشاريع وغيرها، لماذا لا يتم إدراج هكذا مشاريع ضمن الخطط الاستثمارية كونها تقدم خدمة مباشرة للمواطنين ككل والمزارعين منهم على وجه الخصوص ، وتخلق حركة نشيطة في مجال الاستثمار الزراعي والبيئي وحتى السياحي في المناطق التي تقام فيها مثل هكذا سدات ...!!!
نحتاج في المرحلة القادمة إلى من ينظر للمواطن واحتياجاته، وخاصة الأساسية، والمتمثلة بتوفير المياه كأضعف الإيمان، بعين الصدق ، وبدل من اطلاق الوعود الخلبية ، والاستعراضات الإعلامية ، وضع لبنة في بناء التنفيذ وتقديم أي شيء ملموس .