خاص- سيريانديز- سومر إبراهيم
أوضحت مدير عام الهيئة العامة لمشفى العيون الجراحي بدمشق الدكتورة رنا عمران في حديث خاص لـ«سيريانديز» أنه في ظهر يوم الثلاثاء الماضي بتاريخ 12/12 /2017 تم الاتصال بي بسبب ورود حالة لالتهاب باطن العين لمريض أجريت له عملية يوم الأحد الذي قبله ، حيث كنت بإجازة صحية «أمومة» وقطعت إجازتي فوراً قبل مضي شهر عليها، مضيفة:في نفس اليوم وردت حالة أخرى من مرضى يوم الأحد وهذا شيء طبيعي لأن انتان المشافي الوصفي يحتاج إلى 48 أو 72 ساعة للظهور بعد العملية ، وبعدها أوقفنا كل العمليات وبدأنا بالتواصل مع المرضى الذين أجرينا لهم عمليات في أيام الأحد والاثنين والثلاثاء وتم احضارهم جميعاً حتى نتأكد إن كان هناك تبعات أم فقط هاتين الحالتين.
ولكن تبين فيما بعد أن عدد الحالات وصل إلى 11 حالة من أصل 71 عملية مجراة في ثلاثة أيام، والإصابات متفاوتة وكانت أشد حالتين هما لطفلة وسيدة أجري لهما عمليات صباح يوم الأحد، أما بقية الحالات فكانت أقل وطأة خمسة منها مقبولة طبياً، واستطعنا أن نجري لهم عمليات قطع، وطبقنا البروتوكولات المعتمدة في معالجة هذه الحالات، وقمنا بعزل تلك الحالات وأخلينا المستشفى بشكل كامل من كل المرضى مثل الحالات الباردة والدراسات.
وتابعت عمران: عزلنا العيادات العامة عن مبنى المشفى حتى لا تصبح بؤرة تنقل التلوث، واستدعينا إدارة شركة التعقيم مع العلم بوجود تجارب سابقة مع الشركة مايقارب السنتين لم تسجل خلالها أي حالة تلوث أو خطأ أو خلل من قبل الشركة، وهذا الكلام ليس تقديرياً بل لدينا لجنة إشراف مؤلفة من 16 عضواً لمراقبة الأعمال التعقيمية بشكل دوري وتراقب الكادر وآلية عمله والمواد المستخدمة إن كانت حقيقية أو تعبئة وتقييم النتائج عن طريق أخذ مسحات دورية وعشوائية
لافتة إلى أنه وبعد الإصابة مباشرة رفعنا جاهزية التعقيم وتم أخذ مسحات كاملة لكل جزء من غرف العمليات الأربعة بكافة معداتها وتجهيزاتها وكانت كل نتائجها سلبية أي لا يوجد فيها تلوث، واستعنا بعدها بمخبر آخر للتأكد من المصداقية وحتى لم تصدر النتائج، واستعنا أيضاً بخبراء من مشافي حكومية أخرى وتم وضع خطة علاج عاجلة ، وفي نفس الوقت ومنذ البداية تم التواصل مع الوزارة وكانت متعاونة لحظة بلحظة وأمنت الأدوية اللازمة لمعالجة هذه الحالات مباشرة بسرعة كبيرة .
وأشارت عمران إلى أن إنتانات المشافي تحدث في أي مشفى بالعالم مهما كانت درجة مثاليته ،ونحن وبعد اكتشاف الحالات مباشرة قمنا بمسح لتحديد السبب، وعادة عندما يوجد انتان باطن عين هناك بروتوكول عالمي يتخذ على وجه السرعة، كإخلاء المشفى، احتواء المرضى وعزلهم، ورفع جاهزية التعقيم، ومازلنا حتى اليوم نتابع البحث والمسحات، ولكن لم يحدد السبب المباشر لهذا الإنتان حتى الآن، وحالياً نقوم باستقبال المرضى في العيادات فقط.
وذكرت عمران أن اثنين من المرضى بدأت الرؤية تتحسن عندهم والبقية يتم معالجتهم أما الطفلة أجري لها عملية مي بيضاء بدون زرع عدسة مع قطع زجاجة امامي وتم نقلها إلى مشفى الاطفال كون عمرها 4 أشهر فقط وتحتاج إلى معايير في نسب الدواء بسبب صغر عمرها ويتم متابعتها لحظة بلحظة.
ولدى سؤالنا عن سبب وجود طبيبة أسنان رئيسة للجنة ضبط العدوى بينت عمران أن الدكتورة فداء حسام هي من السلك الطبي ومؤهلة بشكل عالي في مجال ضبط العدوى، وهو جانب لا يحتاج لتخصص بالعين أو غيرها، أي لايحتاج لدراسة طب بشري ومن ثم تخصص بضبط العدوى لأن هذا التخصص غير موجود وإنما يعتمد على الدورات والتدريب والمتابعة.
وأكدت عمران أن لدى المشفى 4 غرف عمليات تجري يومياً من 25 إلى 30 عملية وكانت عدد العمليات يصل سابقاً إلى 40 عملية يومياً وكلها كانت ناجحة ولم يحدث أي خلل سابق، منوهة ان عدد العمليات التي أجرتها المشفى منذ بداية العام حتى نهاية شهر تشرين الثاني بلغت 4740 عملية صغرى، و 5259 عملية كبرى بمختلف أنواعها.
نقيب أطباء سورية الدكتور عبد القادر حسن قال لـ «سيريانديز»: طالما إدارة المشفى تعاملت بسرعة مع هذه الظاهرة وفق البروتوكولات المعتمدة وأوقفت العمليات ومنعت انتشار هذه الحالات، فهذا جانب إيجابي وأعتقد ان التحقيقات جارية لمعرفة سبب ظهور هذا الإنتان وننتظر نتائج التحقيق للتعليق على الموضوع.
ووفق معلومات خاصة حصلت عليها «سيريانديز» فإن الشكوك حول سبب الإنتان تدور حول الطفلة ذات الأربعة أشهر التي أجري لها أول عملية في صباح يوم الأحد حيث تم إدخالها غرفة العمليات وهي مغطاة بحرام خاص بها خوفاً عليها من نزلة برد نتيجة برودة الغرفة الطبيعية، وهذا طبياً ممنوع لأنه قد يكون سبباً بنقل جراثيم إلى غرفة العمليات...؟؟ ولكن لم يتم حصر السبب بشكل نهائي.
يشار إلى أن عدوى المستشفيات أو الخمج المشفوي هي عدوى أو إنتان يكتسبه المريض بعد دخوله إلى المستشفى، أي أن الشخص لم يكن مصاباً به عند دخوله المستشفى ولا يظهر إلا بعد 72 ساعة أو أكثر من دخوله إليه.