سيريانديز - تماضر علي
(أم كلثوم) مقهى لاذقاني ، يقع بحيّ الشيخ ضاهر ،و يمتلئ بصور سيدة_الغناءالعربي ، وتفاصيل جيلها من العمالقة ، وتراثياتهم ، المعطرة برائحة الزمن الجميل. هي رحلة في الذاكرة ، إلى ذلك العالم الساحر ، حيث الأغاني الطربية الأصيلة ، والديكورات الكلاسيكية، والطعام الشرقي المميز . وكانت ( الست ) قد زارت المدينة منذ عقود طويلة ، وغنت لأهل اللاذقية( لسه فاكر ) ، و( أغداً ألقاك) ، و(أنت عمري) وسواها من الروائع ، وأمتعتهم بصوتها العجائبي .
يقول الشيف غسان مظلوم صاحب مقهى (أم كلثوم) لسيريانديز : افتتحت المقهى منذ خمس سنوات تقريباً ،أي في السنة الثانية من الحرب على سورية واخترت اسم (أم كلثوم) لأنها الرمز الذي يوّحد الجميع على اختلاف بيئاتهم وثقافتهم في ظل ظروف فرّقت الكثير . وتابع: من خلال عملي وسفري إلى الخارج لاحظت تداول اسم الهرم الرابع (أم كلثوم) في كثير من الدول العربية والأجنبية ، فقررت أن أطلق هذا الاسم الكبير على المقهى الذي يتوسط مدينة اللاذقية ليصبح مقصد الجميع . و أوضح مظلوم أنه اعتمد الديكورات الشعبية (الانتيك) بالمقهى ، والمرتبة بطريقة عشوائية .
مشيراً إلى تغيير نمط الديكورات كل فترة بإضافة لمسات تساعد روّاد المقهى على تخيّل الأجواء التي عاشتها السيدة أم كلثوم خلال رحلتها العريقة . متابعاً: كان يوجد طرابيش على الطاولات إضافة إلى وجود طرابيش ملونة مصطفة كمسرح وهمي تعبّر بمضمونها عن كل الأطياف التي كانت تتابع الست مع وجود عدد كبير من الأقنعة على الحائط، كما كان يوجد أحذية مصفوفة بطريقة فنية تدل على معاناة النجوم خطوة بخطوة للوصول إلى الهرم والقامة والتي تترأسها الست دائماً. وحالياً اعتمدنا النمط الكلاسيكي وهو يلي الشعبي حيث صنعنا من الطرابيش كلوبات للإنارة.
و بيّن مظلوم أن المقهى يعمل 24 / 24 ساعة ، دون إغلاق او انقطاع حتى في ذروة الحرب والظروف القاسية سابقاً . لافتاً إلى أنه وظّف مهنته التي يبدع فيها وهي الطبخ في عمله ، حيث يقدمون إلى جانب المشروبات والآراكيل 5 طبخات شرقية يومياً مع إمكانية التوصيل الخارجي . مضيفاً أن المقهى صباحاً تتخلل طقوسه جو الإفطار العائلي ، وظهراً يكون الموظفين هم من غالبية روّاده ومساءً يرتاده الجميع . وقال : ان طقوس المحل ليلاً تشبه إلى حد كبير المقاهي القديمة الشعبية المصرية مثل (الخليل) و(الفيشاوي) ، و نحرص على تخصيص فترة لأغاني الست من الساعة 10 حتى 1 صباحاً وبعدها نلبي طلبات الزبائن على الأغاني . مشيراً الى أن خصوصية مدينة اللاذقية ساهمت بشكل كبير في نجاح عملهم ، و أن هذا العام كان الأفضل ، خاصة في ظل الاقبال الكبير بالموسم الصيفي ضمن عروس الساحل .