خاص - سيريانديز - تماضر علي
تمتاز اللاذقية عن غيرها من المدن السورية بطبيعتها الغنية وأرضيتها الخصبة للاصطياف والاستثمارات ما جعلها مقصداً للسيّاح في العطل والمناسبات ، وكما في كل عام فتحت عروس الساحل ذراعيها لاستقبال الموسم السياحي 2018 ، وذلك بتحضيرات مسبقة شملت الشواطئ والمنتجعات والمطاعم ليتم الإعلان عن بدء موسم الاصطياف الذي تزامن هذا العام مع تعافي الوضع الأمني في غالبية المناطق السورية إيذاناً بعودة التألق السياحي لسورية ، بجهود كبيرة بذلتها وزارة السياحة. لكن ، في ظل المتغيرات الملموسة على الواقع وختام موسم الصيف كيف رأى أصحاب الشأن الموسم السياحي 2018 بكافة جوانبه مقارنة بالسنوات السابقة؟
مدير دائرة الترويج السياحي باللاذقية المهندس فراس وردي أوضح لسيريانديز : أن الحركة السياحية كانت خجولة خلال 2013-2014 وتقتصر بغالبيتها على السياحة المحلية والداخلية ولكن العام السابق وعلى وقع انتصارات جيشنا العربي السوري وعودة معظم مناطق سورية الى حضن الوطن شهدنا تعافياً تدريجياً للسياحة ، وبدء تدفق السياح من مختلف مناطق ومحافظات القطر الى زيارة الشواطىء السورية و خصوصاً منطقة وادي قنديل ، التي لاقت إقبالاً كبيراً من السوّاح من عموم سورية وخصوصاً المناطق المحررة ، مشيراً إلى وجود سوّاح من الدول العربية كالعراق ولبنان ومصر قاموا بزيارة شاطئ وادي قنديل ، باعتباره شاطئاً مفتوحاً و منطقة سياحية وترفيهية.
وعن العام الحالي 2018 بيّن وردي : أن الموسم السياحي الحالي تزامن مع عودة كامل المنشآت السياحية في كسب إلى سابق عهدها بعد الانتهاء من عمليات الترميم وتابع : أثناء مهرجان كسب السياحي الآخير ، لاحظنا توافد أعداد كبيرة مقارنة بالعام السابق وخصوصاً من بلاد الاغتراب ، وهذا مؤشر هام على تعافي السياحة في اللاذقية وعموم سورية مع الإشارة إلى عودة المغتربين ليس فقط للسياحة بل للمساهمة بإعادة الإعمار . عن المراحل المتبعة لتنشيط السياحة السورية الداخلية والخارجية ، قال وردي : هناك عدة مراحل شاركت بإعادة الألق السياحي ، أولها وأهمها انتصارات الجيش العربي السوري المحققة على الأرض ، إضافة إلى عمليات الترويج السياحي التي تقوم بها وزارة السياحة باستخدام أحدث التقنيات لإيصال الصورة الحقيقية عن بلادنا ، حيث تسعى الوزارة لتغطية أكثر من ألف تقطة جذب سياحي وتسليط الضوء عليها في مختلف أنحاء البلاد .
حول الفعاليات القادمة التي تقيمها مديرية سياحة اللاذقية ، أشار وردي إلى التحضير لفعاليات حول بحيرات مشقيتا والتي تعد من المواقع التي تعمل عليها وزارة السياحة للترويج لها ذلك لرسم مسارات سياحية وإقامة الاستثمارات، كما سيتم تسليط الضوء على بيت ياشوط وقرى جبلة والقرداحة باعتبارها مواقع بكر مثل المسار الذي يضم 4 قلاع: صلاح الدين _ بني قحطان -المهالبة - المينقة ، ّمما يساهم في تنشيط السياحة البيئية و الثقافية وسياحة الاستكشاف والموروث الشعبي الذي يعد عامل جذب سياحي مهم جداً ، وتعمل الوزارة بالتعاون مع محافظة اللاذقية و مديرية الزراعة على الاهتمام بالمحميات مثل محمية الشوح والارز والترويج لها لما تشغله من أهمية كمقصد للسياحة البيئية من جميع أنحاء العالم .
مضيفاً : تقوم الوزارة بالعمل على إعداد مواقع استثمارية على كورنيش جبلة بالتعاون مع محافظة اللاذقية ومجلس مدينة جبلة وذلك لتنظيم العمل الاستثماري ليرقى إلى المعايير التي تضعها الوزارة.
بالتركيز على عمل منشآت اللاذقية الشهيرة خلال الموسم السياحي الحالي أوضح مدير منشأة (فيو) الأستاذ جورج الكناني لسيريانديز: أن الإقبال على المنشآت السياحية هذا العام نسبي ، فهو يعتبر كبير مقارنةً بوضع البلد والمناطق الاخرى عموماً ، أما بالنسبة لخصوصية اللاذقية فإن الإقبال كان محدوداً وذلك لعدة أسباب أهمها زيارة الناس المناطق المحررة والتي أصبحت آمنة مؤخراً . وتابع : خلال سنوات الحرب استوعبت اللاذقية أرقام كبيرة من حلب وريفها وريف دمشق و إدلب ،ماساعد على تشجيع السياحة الداخلية بنسبة ملحوظة والآن يتجه العائدون لمناطقهم لإعمار بيوتهم أولاً.
مضيفاً : أنه يجب التنسيق بين عمل وزارة السياحة والتربية والتعليم لأن الموسم السياحي فعلياً لم يبدأ إلا في شهر آب بسبب الدورات الإضافية واختتم باكراً بالتزامن مع عودة الدوام المدرسي. وعن المهام الملقاة على عاتق أصحاب المطاعم والمنتجعات للنهوض بالواقع السياحي وجذب السيّاح ، بيّن كناني أنه يجب فتح باب المنافسة وتقديم العروض المغرية لتشجيع السياحة الداخلية كما يجب مراقبة أسعار الفنادق والمنتجعات من قبل وزارة السياحة لأن بعض المنتجعات تسعيرتها تساوي تسعيرة الفنادق بلبنان مما يدفع البعض للاصطياف خارج البلد ، إضافة لفتح باب المنافسة ، مشيراً إلى ضرورة التركيز على تأهيل الكوادر السياحية من استقبال ومطبخ ومطعم كونها تمثل واجهة المنشآت السياحية .
مؤكداً أن سورية قادرة على تعليم صناعة السياحة للخارج بكافة نواحيها وتتميز بطريقة تقديم الطعام والأفكار المتجددة دائماً. وتزامن النشاط السياحي لهذا العام مع عودة مغتربين سوريين من مختلف الدول الأوروبية والأمريكية ،منهم من عاد لفتح المشاريع الصغيرة ومنهم من جاء للاصطياف بعد استقرار الأوضاع الأمنية .
وقد أوضح رجل الأعمال بهجت رضا زيتي (مغترب منذ23 عام في إيطاليا) لسيريانديز : أن أي مغترب قادر على بناء مشروع صغير في سورية سيعود لأنه بالمحصلة ابن البلد ، لكن يجب التركيز على موضوع التسهيلات الحقيقية من قبل الحكومة للمستثمرين كي يكون عندهم الجرأة في الإستثمار داخل الوطن لأنه في المغترب هناك كتلة هائلة من أصحاب رؤوس الأموال السوريون الذين بانتظار تقديم كل المتاح في سبيل النهوض من تحت الركام وإعادة الإعمار وتابع : كنا نراقب بأن المدارس لم تعطل أبدا وكان البديل جاهزاً ، الجامعات تخرّج كل سنة دفعات من حملة الشهادات المستشفيات المعاهد الوزارات كل ذلك لم يتوقف عن العمل. بالمقابل إن حدث ربع ماحدث في سوريا لكانت تعطلت الحياة وتوقفت بشكل نهائي .
مضيفاً : نرجو من بلدية ومحافظة اللاذقية الاهتمام بالنظافة أكثر لكي نمتلك الجرأة لجلب السيّاح من الخارج ، لأن المنظر اللاحضاري يمثل كارثة صحية ونحن نمتلك أجمل الشواطئ والجبال والسهول التي تحتاج رقابة أكثر بمجال النظافة