مجد عبيسي- سيريانديز
في جولة فيسبوكية معتادة، لفت انتباهي نعت "يازفت"، عدت لأول المنشور لأطلع على الدوافع الاستفزازية لتعليق أحدهم بهذا النعت، لأفاجأ بإنجاز فسيفسائي، أو "طريقة ابتكارية" -على حد ما جاء بالمنشور- لأيقونة زفتية في إحدى حارات منطقة الميدان في دمشق!!
طبعاً يحق للمتأمل في هذه الصور المعبرة، أن يسرح بخياله ويستنتج مدى الضائقة المالية التي تعاني منها البلدية والمحافظة، ومدى صعوبة تأمين هذه المواد وندرتها ليصل بهم الحد إلى "ترقيع" الحارات والطرقات!
كنت أنوي حقيقة أن أعرض هذه التجربة والرؤيا الخلاقة على زملائي في المحافظات الأخرى "لأجاكرهم" أولاً ولأعرف حيثيات الفقر بالمادة ثانياً، وبم نتميز عنهم هاهنا في العاصمة. إلا أني أقلعت عن الفكرة في اللحظة الأخيرة حين تابعت ردود الفعل الشعبية على هذا الإنجاز، لأحبط حين تبين لي أنه ليس براءة اختراع خاصة، بل تم تطبيق التجربة من قبل في منطقة المشروع الأول في مدينة اللاذقية والمصنفة من أرقى المناطق!، والظاهر أن المزفتون هنا لمسوا نجاح التجربة هناك فقرروا تطبيقها هاهنا!.
صحيح أن لدينا نقصاً في إنتاج مادة "البيتومين" الداخلة في الخلائط الإسفلتية، وهي غير كافية لتغطية المشروعات الطرقية، ولكن نقول أولاً أنه يتم استيراد هذه المادة بملايين الدولارات سنوياً، وثانياً حارة في الميدان لا تعد مشروعاً لنقنن فيه!.