سيريانديز
على الرغم من تحسن الكهرباء في معظم المناطق يبدو أن السوريين لم يتخلوا عن أكثر القطع الإلكترونية وقوفاً إلى جانبهم خلال سنوات الحرب والتي أضاءت عتمة بيوتهم وشوارعهم صيفاً وشتاءً.. وفي الوقت الذي استغنى فيه البعض عن شراء المزيد من “الليدات الكهربائية” زاد شراؤها لدى آخرين نظراً للأشكال والاستخدامات الجديدة التي ظهرت هذا العام.. هذا ما أوضحه عدد من المواطنين والبائعين والمهندسين في لقاءات مع سانا.
الطلب يختلف بين دمشق وريفها.. بشكل عام انخفض طلب سكان مدينة دمشق على (الليدات) المعروفة بشكلها التقليدي إلى النصف حسب تصريح عدد من أصحاب محال سوق الكهرباء في منطقة المرجة لمراسلة سانا فيما لم تتأثر نسبة الطلب عليها من قبل أهالي ريف دمشق ولا سيما مناطق يلدا وببيلا وبعض مناطق الغوطة الشرقية كون انقطاع التيار الكهربائي في تلك المناطق ما زال مستمراً ريثما تنتهي أعمال إعادة تأهيل البنى التحتية فيها وفق صبحي النقلي صاحب محل لبيع القطع الإلكترونية.
وما زال السوق يشهد حركة بيع جيدة لـ(الليدات) ومعداتها لجهة المحافظات الشرقية ولا سيما دير الزور والوسطى وبعض المناطق الساحلية كون الكهرباء ما زالت تنقطع لساعات وفق الزبائن وتجار الجملة.
وتسمية “الليد” هي اختصار لـ(لايت إيميتنك دايود) وتعني الصمام الثنائي الباعث للضوء وهي بشكلها البسيط والتقليدي عبارة عن شريط سيلكوني لاصق يبعث الضوء عند مرور تيار كهربائي قادم من بطارية شحن غالباً استطاعتها 12 فولط وتتميز (الليدات) بأنها أقل استهلاكاً للطاقة من أدوات الإضاءة التقليدية العادية وخفيفة الوزن وتتحمل الحرارة والبرودة والسقوط الخفيف.
استخدام لوازم (الليدات) في أماكن مختلفة.. عدد من المواطنين ابتسموا عند سؤالهم “ماذا فعلوا بالليدات الموجودة في منازلهم بعد توفر الكهرباء” وقالوا: “يصعب علينا التنازل عنها بعد 7 سنوات وضحكنا كثيراً لدى إزالتها مع أفراد عائلاتنا لأننا تذكرنا كل المواقف المضحكة التي جمعتنا أثناء انقطاع الكهرباء” أما الشاب توفيق صافي فاستخدم بطارية (الليدات) لتشغيل (اليو بي أس وراوتر الإنترنت) فيما لا يزال بعض الأشخاص يضعون (ربع ليد) في الحمامات أو أمام بيوتهم حتى ولو لم تنقطع الكهرباء لأنها أوفر حسب وصفهم.
استخدامات مختلفة تحولت إليها أدوات ولوازم (الليدات) المرافقة لها مثل البطارية والأشرطة الكهربائية واللواقط المعدنية ويوضح صاحب معرض الإخوة للإضاءة لمراسلة سانا: “أصبحوا يستخدمون البطارية في السيارات أو الدراجات الكهربائية أو كشحن لقطع الكترونية أخرى أما اللواقط فمازلنا نبيعها كونها تستخدم في تثبيت الوصلات وتشبيك الأسلاك الكهربائية الناقلة للسيارات والأشرطة تستخدم في مختلف التمديدات الكهربائية”.
“نيونات ولمبات ليد” جديدة أما الإبداعات الجديدة لموضوع “الليدات” والتي باتت اليوم متوفرة في السوق وبدأ المواطنون تدريجيا يتناقلونها بالاستخدام فهي تحويل أشرطة “الليدات” إلى “نيونات ولمبات ليد” كما تسمى في السوق.
وعن تفاصيل عملها يقول المهندس رضوان ميدة وصاحب محل للكهربائيات.. “تم تحويل الليدات لأشكال تعمل على الكهرباء النظامية مباشرة فأصبحنا نستورد نيونات ولمبات تشبه الموجودة سابقا ولكنها تحتوي بداخلها اشرطة (ليد) وبدل ان يتم وصلها على بطارية منفصلة يتم توصيلها مع كهرباء البيت العادية 220 فولط والهدف من ذلك توفير استهلاك الكهرباء وبالتالي تخفيض الفواتير”.
وتختلف نيونات “الليد” الجديدة عن التقليدية بأن الأخيرة تحتاج في تركيبها إلى “ترانس وستارتر” أي أدوات الكترونية إضافية لتعمل أما نيونات “الليد” فليست بحاجتها وموفرة للاستهلاك وأرخص ثمناً ولكن في المقابل فإن “النيونات” التقليدية ذات عمر أطول ومقاومة أشد.
البعض أصبح يقوم بتركيب نيونات “الليدات” بشكل ثابت مع تمديدات منزله الكهربائية أحمد سلامة صاحب ورشة للتمديدات الكهربائية يوضح لـ سانا أن “عددا من الزبائن طلبوا عند تمديدي للكهرباء في منازلهم الجديدة أن أضع جميع ادوات الإضاءة في الغرف أو الحمامات أو الصالونات نيونات ليد الجديدة بشكل دائم وأترك فقط البراد والغسالة والتلفاز على توصيل الكهرباء العادية وآخرون كانوا يطلبون أن أمدد كلا النوعين احتياطاً في حال عاد انقطاع الكهرباء”.
الاستيراد لم يتوقف وفق ما ذكر أعلاه فإن استيراد “الليدات” ولوازمها لم يتوقف بل إن نسبته لم تتغير حسب التاجر سعيد الحاج مضيفا:”مازال البعض خائفا من إعادة قطع الكهرباء لساعات طويلة ولا سيما في الشتاء كون التحميل على الخطوط العادية يكون كبيرا ومن جهة أخرى أصبحت هناك استخدامات وأشكال جديدة للوازم (الليدات) ولكن في بعض الأحيان تنقطع السلع من الدول التي نستورد منها فننتظر بضعة أشهر ونعود للاستيراد”.
هذا الانقطاع في الاستيراد يسبب غلاء في الأسعار من قبل التجار لبائعي المفرق حسب البائع ماهر من سوق الكهرباء الذي تذمر من أن التجار ما زالوا يرفعون أسعار “الليدات” ولوازمها رغم توفر الكهرباء وانخفاض الطلب عليها وتكدسها أحيانا داعياً المعنيين للتوجه لتجار الأدوات الكهربائية وضبط الأسعار التي يطرحونها بعد استيراد المواد.
وعلى الرغم من ذلك يبدو أن أصحاب الدخل المحدود ما زالوا يلجؤون لـ (الليدات) بأشكالها الجديدة أو القديمة حسب العم أيهم طعمة: “يا بنتي يلي أحوالو المادية منيحة ما بيركب ليدات لأن مو فارق معو السعر” أما جاره في المحل المقابل فيرى أن العيادات والصالات ومراكز التجميل جميعها باتت تستخدم أشرطة “الليدات” وخاصة في الأسقف المستعارة كونها أوفر واضاءتها تعطي جمالا للمعروضات.
ربما على وزارة الكهرباء أن تنظر بالتحول الحاصل باستخدام هذا النوع من الاضاءات إن كان بالفعل أوفر استهلاكاً للطاقة كما أفادنا عدد من المهندسين أما في الجهة الأخرى فمن يقول أو يتذمر من التجار ان البضاعة تكدست لديه نتيجة توفر الكهرباء والفيول والمازوت وقلة الطلب على “الليدات” يبدو أنه يبالغ بشكل واضح لأن واقع السوق يتحدث عكس ذلك.. ووفق مقولة العم أيهم البسيطة.. ” مهما تغيرت الحاجة عند السوريين ما في شي ينكب كلو إلو شغل جديد”.