كتب مجد عبيسي
ما سأقوله سيبدو غريباً، وجريئاً، ولكن استمعوا للآخر.. فهدفنا الصالح العام وكلنا نعمل للوطن.
بعد أن تحلحلت عقد الأزمة بصمود الشعب ككل، بدأت الحكومة مشكورة بوضع الخطط والضوابط للمرحلة القادمة لاستعادة رونق عجلة الاقتصاد وتنظيم المجتمع كما كان ويمكن أفضل، "هذا ما فهمناه من تصريحات الحكومة".
والطبيعي أن تتحد الأذرع التنفيذية لجميع الوزارات والمؤسسات لتحقيق مافيه الصالح العام، والمقصود بالصالح العام هنا هو صالح الدولة والمجتمع. والمجتمع بالمنطق يمثل الموظف والحرفي والفلاح والصناعي والتاجر، والمنطق يقول أن الإعمار وترميم ما سبق سيعود على الجميع برخاء افتقدوه خلال سني صمودهم داخل البلد.. ووعود الحكومة بالإعمار والنهوض هي للمنتظر بمثابة المكافأة على صمود السنين العجاف، ولكن ما رأيناه كان غريباً فعلاً..! فالمكافأة لم تأت من جنس العمل، لماذا؟!!
لنبدأ بالصناعي، بذكر حادثة واحدة ليست خافية على أحد، ألا وهي مشكلة منطقة القابون الصناعية، نرى أن صناعيي تلك المنطقة تمت مكافأة صمودهم طيلة السنوات بقرار رفضوه حتى بعد تقديم التبريرات المنطقية لرفضه..! وشكواهم على جل منابر الإعلام تتمثل بخسارات في المال والوقت هم بغنى عنها.
وإلى التاجر.. جاءت مكافأة محلات الصاغة مؤخراً على شكل ضريبة دخل مقطوع قطعت أوساط أصحاب الحرفة، والتي شكلت قرابة 9 آلاف ليرة سورية كضريبة يومية للمالية مع كل طلوع شمس "حسب تصريح أحد أصحاب محلات الصاغة"، وإلى اليوم لم يتم النظر بمأساة ضريبة ارتفعت بشكل مفاجئ من 400 ألف ليرة سنوياً إلى أكثر من مليون!
أما المواطن، فبعد أن استبشر بعودة حياته إلى طبيعتها إثر حلحلة عقد الأزمة، جاءت الأسعار بنار ارتفاع جديدة غير منطقية، مترافقة مع شريكها الدولار، ودون أي جواب واضح من أي جهة حول السبب الحقيقي!، المواطن يريد الإجابة عن السبب الحقيقي لماذا؟!!
لانخفاض قيمة العملة، ولارتفاع أسعار مواد بعيدة عن الدولار، وارتفاع قيمة العقارات، وعدم زيادة مرتبات الموظفين رغم اليقين بأنها ليست كافية إطلاقاً، وتفلت أجور سائقي الأجرة دون رقيب أو حسيب، واستمرار التقنين الكهربائي رغم توافر الفيول وعدم وجود أية اعتداءات على المحطات، وتحطم آمال مسرحين تأملوا بوظائف جاهزة وعدوا بها، وآمال بالرخاء ما زالت معلقة.. وأجوبة مبهمة حول ماهية الأجهزة المسؤولة عن ضبط كل ذاك!!
برسم السادة أعضاء الحكومة، المواطن بحاجة إلى أجوبة تثلج صدره، ماذا يحدث؟!.. ودمتم.