سيريانديز- مجد عبيسي
غريب أن ترفض التجارة الداخلية وحماية المستهلك منذ وقت قريب الاستجابة لمطلب الجمعية الحرفية لصناعة الخبز والكعك والمعجنات بدمشق، رفع أسعارها لارتفاع تكاليف الإنتاج. ومن ثم الموافقة واستصدار القرار في الزمن الحالي لنفس السبب؟!
لقد أشار في وقت سابق عضو جمعية حماية المستهلك بدمشق بسام درويش إلى أن احتساب الكلف الحقيقية المقدمة ضمن دراسة أعدتها الجمعية لإنتاج مادة الكعك، أظهرت أن السعر الحالي منطقي حيث إن كلفة الكيلو هي بحدود 600 ليرة. أي أن السعر كان -بعد التدقيق- رغم ذريعة ارتفاع المواد الاولية هو منطقي ضمن هوامش الربح بعد نشرة سعر سابقة صدرت برفع مقداره 10%.
وأكدت حينها مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك" بدمشق، أن أسعار النشرة هي حدّ أقصى ولا يسمح بتجاوزها، "رغم التجاوزات الكثيرة لمعظم الأفران بعدها دونما حسيب ولا رقيب!".. فكيف ترجمتم أيها التموين وقتها عبارة "لا يسمح" على الأرض؟! ومن ثم ذكر فكرة الرفع الذاتي للأسعار بسام درويش ذاته في تصريح بأن السبب الرئيس وراء ارتفاع أسعار الكعك والخبز السياحي والصمون بالمخابز الخاصة "فوق أسعار النشرة" هو وقف استيراد الطحين من لبنان منذ قرابة 4 أشهر.. وبحسب تصريحه للاقتصادي وقتها أكد أنه يتم العمل على إعادة استيراد الطحين مجدداً، فعندما تتوفر المادة تنخفض الأسعار حكماً.. وإن هناك مواد انخفضت نتيجة قلة الطلب عليها وضعف القوة الشرائية.
وأيضاً وفي نهاية تشرين الأول الماضي، كشف عن دراسة تموينية لرفع سعر كيلو الكعك من 750 إلى 950 ليرة بما يتجاوز 25%، قبل أن ينفي مدير الأسعار في “وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك” نضال مقصود ذلك.. ومن ثم يقرونها اليوم شاملة وبأرقام جديدة !! غزارة هذه المعطيات في الفترات السابقة ضمن قرابة الشهرين أفضت إلى عدة تساؤلات تعجبية: اولاً: وقف القرار ومن ثم استصداره تم للسبب ذاته!!
ثانياً: ارتفاع أسعار المنتجات في بعض المخابز الخاصة دون صدور قرار رسمي يسمح لها بذلك، وغياب الدور التمويني.! ثالثاً: عزو رفع الاسعار لوقف استيراد الطحين.. ثم وعود باستيراد الطحين لخفض الأسعار، ثم صدور قرار بالرفع!!
هل يعني ذلك القصور في حل المشكلة مما دعا لاستصدار قرار يسمح بالرفع؟ واخيراً، هل جميع المطالبات باتخاذ إجراءات حكومية لخفض الاسعار ستبقى دونما سميع وستؤول في النهاية إلى خفض الأسعار نتيجة ضعف القوة الشرائية للمواطن؟! أنيروا صدور محدودي الدخل بجذوة تصريح منير يوضح خطاكم يرحمكم الله.
وفيما يلي نص القرار: أصدر وزير التجارة الداخلية و حماية المستهلك الدكتور عاطف النداف قرار جديد بموجبه حدد أسعاراً جديدة للخبز السياحي و خبز الصمون و خبز النخالة الخاص بمرضى السكري و الكعك. و بموجب القرار المعمم الى مديريتي التجارة الداخلية في دمشق و ريف دمشق حدد سعر كيلو الخبر السياحي بـ 350 ليرة و كيلو الصمون طحين قاسي بـ 450 ليرة و الصمون الطري بـ 400 ليرة, كما حدد سعر كيلو خبز النخالة بـ 300 ليرة و كيلوا الكعك بسمسم بـ 850 ليرة و بدون سمسم بـ 800 ليرة. و يذكر أن رفع الأسعار جاء بعد إرتفاع أسعار الطحين في سورية والعالم.