كتب: مجد عبيسي
في أس سعادتي مع قهوتي.. "تشردقت" بالشفة الأخيرة نتيجة خبر علق باللوزتين.
كنت احتسي بأمان الله متصفحا أخبارنا واخبار العالم، أطالع معلومة طريفة هاهنا، وإشاعة تستسخف العقول هناك، وإحصاءات..
الإحصاءات التي اقرأها عادة تكون عن أرقى الجامعات في العالم، اولى الدول في علم الروبوت، أغنى الدول سياحيا... إلخ، وما إن أمسكت بالصحافة الوطنية حتى باغتني إحصاء جاء كركلة عنيفة على قصبة ساقي عن "السرقة" وهي تتربع بوقاحة على المرتبة الأولى "لمسابقة الجرائم" لعام 2018 في دمشق!!!
جاء أن جرائم السرقة احتلت بمختلف أنواعها المرتبة الأولى في دمشق عام 2018 لتصل إلى 458 ضبطاً سجلت في الأمن الجنائي على حين وصل عدد المواقيف إلى 733 موقوفاً بهذا الجرم...
وكشفت إحصاءات الأمن الجنائي في دمشق نشرتها الزميلة "الوطن" أنه تم ارتكاب 1786 جريمة مختلفة فيها على حين بلغ عدد المواقيف نحو 2400 موقوفا..
ياله من خبر !
ألم تصل هذه المعلومات لقسم التحليل الإحصائي في الحكومة -إن كان يوجد هكذا قسم- للتدقيق في اسباب تربع السرقة بمختلف أنواعها من نشل وسلب وسطو مسلح وغير مسلح.. على قمة الجرائم للعام المنصرم في العاصمة؟!.. لعمري إنه مؤشر خطر.
السرقة في الإطار العام تنتج عن العوز والحاجة أو التسيب الأمني، وبما ان الأمن مستتب، فالخوف الباقي من هكذا أرقام أن يكون الفقر لدرجة القيام بالسرقة قد تفشى في العاصمة، وإن كان هذا حال العاصمة فما حال المحافظات؟
كيف تسير سياسات الحكومة وما اولوياتها، فإن لم يكن تامين متطلبات الحياة الكريمة للمواطن هي اولوية العمل الحكومي أو بالأصح سبب وجود المسؤول، فما تفسير توالد الأزمات المتتالية من كهرباء ومحروقات وارتفاع اسعار وغلاء سكن وسوء خدمات وغيرها ونحن في عام النصر؟!
إن كان مقترح رفع المرتبات مؤجل، وتخفيض الاسعار مؤجل، وتأمين مساكن للمنكوبين مؤجل.. فما الجدوى من برامجكم لإعادة الإعمار؟!
أرجو من الحكومة التنبه للخطر القادم الناجم عن اكبر آفات المرحلة القادمة وهو الوقوع تحت خط الفقر، والذي تعد الإحصائية مؤشرا اوليا خطرا له، وأن تعيد ترتيب الاولويات بما فيه مصلحة المواطن أولا.. واقصد بشكل صريح محدودي الدخل.. ودمتم.