كتب : مجد عبيسي
كم كان كلام وزير المالية حميمياً وجميلاً حين تكلم يوماً عن مكافحة التهريب ودوره في دعم الصناعة الوطنية والمنتج المحلي، ذكر حينها دعم منتجنا الزراعي والصناعي لننهض ببلدنا من جديد.
القصد -على ما يبدو- هو دعم المزارع ليستمر.. والصناعي ليستمر.. والموظف ممنوع من الصرف!!
من ينزل إلى الأسواق اليوم، يرى الدعم الوطني قد بان بأبهى حلله، دعم مطلق للمنتح الزراعي الوطني، إذ لاتجد أي منتج زراعي أساسي مستورد.
قد يكون وقف استيراد المنتجات الزراعية من الخارج لوجود بديل محلي خيار جيد.. ولكن أن يكون المنتج المحلي أغلى من المستورد، هذا ما لايحدث إلا عندنا!
ففي أوقات مشابهة من العام، كانت الاسواق السورية تغرق بالبندورة الاردنية والخيار والبطاطا والليمون كذلك، بينما اليوم مثلاً -وبعد فتح المعبر- البندورة الأردنية غائبة تماماً، وقد تربعت مكانها البندورة الطرطوسية والصافتية (البلاستيكية) الشبيهة بطعم البطاطا النيئة أحياناً، وب 400 ليرة سورية فقط!.. والخيار ب400، والبطاطا ب400...! كم 400 يضم مرتب الموظف أو المتقاعد؟!
يا سادة، حين ترشقون بشارات الدعم أمام الإعلام، حبذا لو تخصصون شيئاً لدعم المواطن محدود الدخل، أ لم يأت دوره بعد؟!
الموظف يشتري المنتج الوطني بأغلى الأثمان، أغلى من المستورد، ولكن أحب أن أخبركم أنه مازال قيد الحياة حتى اللحظة.. أما في الغد فالله أعلم.
مؤكد أن ربح جميع الشرائح المجتمعية -عدا الموظف- غير بسيط، ولكن لسان حال الشارع محدود الدخل يقول بأنه هو الحلقة الدنيا في المجتمع التي يطبق عليها جميع المتغيرات، وليس من شيء يحسن وضعه سوى رفع مجزي في المرتب حالياً في ظل الأسعار المتفلتة المطبقة عليه.. الشكوى لغير الله مذلة.. ودمتم.