كتب: مجد عبيسي
أسوة بالحكومات الأخرى، وكمظهر حضاري ليس بغريب عن كثير من الدول المتقدمة، رصدت عدسات مواقع التواصل مدير عام هيئة المنافسة ومنع الاحتكار شفيق العزب وهو يستخدم الدراجة الهوائية بدل السيارة (مرفق الصورة)
طبعاً ركب مسؤول لدراجة هوائية ليس انتقاصاً من قدره أو شخصه، ولكن سينتقده البعض كظاهرة غريبة عن مجتمعنا، ولكنها ضرورية جداً للمرحلة. "وبشكل شخصي" كنت أتوقع هذه البادرة من أحد "أصدقائي" الوزراء، من باب مشاركة المواطن همه، ونفياً للفكرة السائدة بين العامة بأن الأزمات لا تمر عليهم!
الخطوة جداً مؤثرة، وأول من ركب القطار مدير عام هيئة المنافسة مشكوراً، علّ من في بالي أن يلحقوه، فنكون قد أصبنا عصفورين بحجر: أولاً تكون مطالبة الحكومة للمواطن باحتمال الأزمة تبدأ ببادرة أو بوادر من الحكومة ذاتها، ومنه يستحي من يجلدون الحكومة دون رحمة -بحق أو بغير حق- حين يرون هكذا بادرة، وعلى مبدأ "من ساواك بنفسه، ما ظلمك".
إن وضعنا نظرية الفساد جانباً، والطرف الثالث الخفي المستفيد من وراء "افتعال" كل هذه الأزمات جانباً أيضاً، وكل التحليلات التي توغر الصدور أكثر مما هي موغرة جراء العقوبات، ورأينا بوادر حكومية قريبة من المواطن وتشاركه همومه كأن يقف مسؤول في طابور الخبز، أو يقف وسط الازدحام لاستقلال وسائل النقل العامة.. إلخ، فمؤكد أن الأزمات ستسحق تحت إرادة شعبية حكومية تسير على موجة واحدة، أقوى من المخططات الخارجية المسبوكة بذكاء فائق.
المخطط المدبر لنا يمكن اختصاره بتصريح اللعين جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي: "العقوبات الاقتصادية على سورية بدأت نتائجها تظهر على الأرض، والحاضنة الشعبية للنظام تتقلص".
كل ما يقوم به الملعونون هو للوصول إلى هذه الفرضية، فللحرب أشكال عدة وأسلحة عدة، ولم يستسلموا بعد، فيجب أن تكون الحكومة قبل الشعب واعية لهذه الحقيقة كي لا تدع مجالاً لردات فعل شعبية محسوبة ومتوقعة سلفاً من قبل العدو.. اركبوا بسكليتات.. ولنقهر الأعداء.