كتب عمرو سالم:
الكبرياء والتكبّر بين المسؤولين ورجال الأعمال الجدد ...
عندما بدأت عملي مديراً للبرامج في مركز مايكروسوفت في الولايات المتحدة ...
اتصلت بأحد مؤسسي الشركة وقلت له: أريد أن نتناول طعام الغداء معاً لأنني أريد أن أعرف يعض الأشياء عن ثقافة الشركة وكيفيّة النجاح فيها ..
قال، مهما كانت مؤهلاتك وخبرتك السابقة، لكنّك ستشعر برغبة بالتكبّر لأنك مدير في أكبر شركة تكنولوجيا في العالم ...
صحيح أنك حصلت على منصبك بسبب ذكائك ومؤهلاتك وعلمك، لكن تذكّر أن الشركة لا توظّف إلا العباقرة. فلا تعتبر أنك أفضل من أحد ...
إذا كنت في اجتماع، فالأسلم لك أن تعتبر أنك أقلّ الموجودين ذكاءً. وأؤكد لك أنك ستكتشف أن هذا الافتراض صحيح بنسبة ٥٠%. فسترى أن هناك من هم أذكى منك أو أقل ذكاءً أو مثلك. وهذه ينطبق عليك وعلى الجميع. حتى بيل غيتس ...
إذا أغراك راتبك وتعويضاتك وظننت أنك أغنى من الجميع، فتفحص مرآب السيارات وزر بعض زملائك في بيوتهم، وسترى مقدار الفخامة. لكنّهم غير مهتمّين بإظهارها للنّاس ولا التباهي بها. فالمال هو وسيلة لراحتك لكنّه ليس درجةّ ترفعك بين الناس ...
وبالمناسبة: هذا الشخص الذي طلبت منه النصيحة ملياردير وأغنى من أغنى أثرياء بلدي ...
ولذلك أقول:
يجب أن يتذكر كلّ مسؤول وموظّف حكومي علا منصبه أم انخفض، أنّه ليس أعلى من أحد. وأنّ ظنّه بأنّه يتفضّل على البلد، هو ظنٌّ واهمٌ وأحلامه شيطانيّة وكاذبة ...
فلولا السيد رئيس الجمهوريّة الدكتور بشار الأسد، لما كان ليجد كرسيّاً يجلس عليه ولا كان قد احترمه أحد من المواطنين ...
وما ينطبق عليه ينطبق على أيّ رجل أعمالٍ يقوم بتأمين احتياجات الدّولة. فلولا السيد الرئيس لكان يقف خلف بسطة ...
نريد نجاح كلّ مستثمرٍ ومكافأته على ما يقدّم، لكن باحترام النّاس والبلد وتحت حدود القانون والأدب والاحترام ...
كلّ هؤلاء يأخذون حقّهم ويكافؤون ويجزون وليس لأحدهم فضل ...
محبّة الناس لسيادة الرئيس وللسيّدة عقيلته هي التي تحفظ لهؤلاء مكانهم. ولولاهما لما نظر إليهم أحد ...
وعلى أولئك أن يتذكّروا أن ذكرهم ومحبّتهم لدى الناس تحدّدها إنجازاتهم وأخلاقهم وتصرّفاتهم ...
فإن أحسنوا القول والعمل، فلهم الشكر والذكر الطيب والاحترام. وإلّا فعليهم غضب الله والناس ...
وإذا كان رئيسنا ورئيسهم والسيدة الأولى يتمتّعان بذلك القدر العظيم من الأخلاق والتواضع، فعلى من تحتهم أن يكون سقفهم أخفض من ذلك بكثير وتواضعهم أكثر ...
ليس لأحد فضل على بلده وعلى أهله. فخير بلدنا يغمرنا ...
عمرو سالم: تزول الدّنيا قبل أن تزول الشام ...