بقلم: مجد عبيسي
هناك بعض القطاعات الحكومية التي تستحق الذم والقدح على سوء حمل الأمانة التي لم يحملوها، وبالمقابل هناك ما رأيته أمس كشاهد عيان.
دخل شخص جناح هيئة الاستثمار السورية، وكانت إدارتها مشغولة باتفاق مع مستثمر مهم، اقترب الشخص على استحياء، وألقى السلام..
هذا الشخص قادته عبارة "هل تبحث عن شريك" الواضحة على بوستر الهيئة.. إدارة الهيئة قطعت مباحثاتها والتفتت إليه بكل اهتمام "رغم مظهره الذي لا يوحي بأنه مستثمر".. وبابتسامة السوريين المحببة.. أنصتت له.
لن أطيل شهادتي.. فالشخص كان ملهوفاً يحتاج من يغيثه.. تبين لاحقاً أنه كان رجل أعمال من أهم الصناعيين في سورية، ولكن الحرب فعلت به أفاعيلها، لتركن به نحو اللا شي.. سوى بعض كوادره البشرية، وخبراته العريقة.
بعد ان ألقى ما لديه على كاهل إدارة هيئة الاستثمار، قال: لم آتيكم إلا بعد يأس، فأنا لم يعد لدي شيء أخسره.
وهنا كانت القصة.. لم يلبث أن أنهى كلامه، حتى قدمت له الإدارة ما كان يبحث عنه لسنوات، وتعهدت له بأن هذا ليس وعوداً في الهواء، فالهيئة أسست لتمد يدها للصناعي والمستثمر..
أتمنى لو أشارككم ذاكرتي وأنا أرى ابتسامته تصعد من جوفه لتفضح نفسها على شفتيه وهو يتشكر دون تكلف، وكيف أشرقت الدنيا في عينيه من جديد، ولسان حاله يقول.. كنت متيقناً أني سأكافأ لأني لم أترك سورية.. كان خياري صحيحاً.
الحق أقول.. ما سمعته من قطاع حكومي كالهيئة، جعلني أتخيل أنه شريك المستثمر في رأس المال، تفكر معه، وترعاه خطوة خطوة.. وليس مؤسسة خدمية أسست بفكر نبيل يحمله فرسان.