سيريانديز - اللاذقية - سهى كامل
ليست هذه الأزمة الأولى التي تواجه المواطنين السوريين، وليست هذه المرة الأولى التي يحلّق فيها سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، كما أنها ليست المرة الأولى التي يواجه فيها السوريون أزمة ارتفاع سعر صرف الدولار وانخفاض قيمة العملة و تبعاتها، بالسخرية، إنها سلاحهم الذي ابتكروه خلال سنوات الحرب ليخفف من معاناتهم ربما، ليعبروا عن عجزهم أمام هذه الأزمات المتتالية بتعليقات ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
و بدأ سعر صرف الدولار صعوده مع بداية شهر أيلول الحالي، ليسجل يوم الأحد الماضي سعر 691 ليرة، ويقارب الـ 700 ليرة في السوق الموازي، ما أدى إلى ارتفاع معظم السلع والمنتجات المحلية والمستوردة في الأسواق، و بينما لم يصدر أي تعليق رسمي من مصرف سورية المركزي، اكتسحت تعليقات المواطنين صفحات مواقع التواصل الاجتماعي و خاصة "فيسبوك" وعلّق أحدهم على ارتفاع سعر صرف الدولار إلى نحو 700 ليرة بالقول "الدولار عم يطير .. مشاكل شخصية بين المركزي والتجار نحنا ما دخلنا"، و سخر ناشط آخر من ارتفاع سعر صرف الدولار وكتب "ضلك قلون أيه وعمول لبدك ياه"، بينما كتب ناشط آخر "الدولار رح يصير ب 700 ليرة بس المهم أنو معرض دمشق الدولي نجح.. ألف مبروك للتجار"، ليعّلق ناشط آخر "لازم يشد حالو شوي بلكي بوصل لـ 1000" و أخيراً سخر ناشط آخر "لما قالو الخير لقدام كنا فاهمين الموضوع غلط !"
ورغم أن الليرة السورية عوّضت جزءاً من تراجعها أمام الدولار قاربت نسبته الـ 7 بالمئة، حيث سجل سعر صرف الدولار مساء الثلاثاء الماضي 600ليرة، بعدما أغلق مساء الأحد الماضي عند 691 ليرة، بشكل وسطي في السوق الموازية، إلا أن التجار لم يهتموا لهذا التحسّن وبقيت عبارتهم جاهزة في وجه أي مواطن "غالي لأنو غليان الدولار"، بحسب أحد المواطنين. و بعد عدة أيام من الارتفاع المستمر، سارعت اللجنة الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزراء لعقد اجتماع استثناي برئاسة رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس لاتخاذ بعض الإجراءات لتوفير السلع والحاجات الأساسية بأسعار مخفضة للمواطنين، ومحاربة حالات الاحتكار بكل أشكالها، ومتابعة اتخاذ إجراءات قانونية فيما يتعلق بضبط التعامل غير الشرعي بالعملات الأجنبية، وفقا لما نشرته صحيفة الوطن المحلية، فهل انعكست هذه الاجراءات على واقع الأسعار في الأسواق؟
و يروي أبو زياد موظف في الخمسين من عمره معاناته مع تحكّم التجار بأسعار المواد الغذائية لـ "سيريانديز" ويقول "مع ارتفاع سعر الدولار ارتفعت أسعار مختلف المواد الغذائية بدءاً من علبة المحارم وحتى علبة المتة وصحن الحمّص وسندويشة الفلافل، مضيفاً "حتى الفلافل ما نفد من الدولار"، وتساءل "ليش لما بيرتفع الدولار بترتفع الأسعار ولما بينزل الدولار ما بتنزل الأسعار؟".
وقال مصدر اقتصادي "فضّل عدم ذكر اسمه" لموقع سيريانديز إنه "لا يوجد سبب اقتصادي حقيقي لهذا الارتفاع المفاجئ لسعر الصرف، إلا أن أحد الأسباب هو المضاربات، والتلاعب بإجازات الاستيراد من قبل التجار الذين يبيعون دولار المركزي بدلا من الاستيراد به،إضافة إلى الخلل في التوازن بين العرض والطلب، و بث الشائعات على الانترنت عن ارتفاع سعره مادفع المتعاملين والمضاربين في السوق إلى شراء الدولار بأي سعر متوفر بالتالي انخفاض العرض أمام زيادة الطلب".
ويعتبر هذا الارتفاع هو الأول من نوعه الذي حققه الدولار منذ بدايه الحرب في سورية، حيث بقي سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية مستقراً بالسوق الموازية بين 450 إلى 500 ليرة، خلال الأعوام الماضية، لكنه بدأ بالارتفاع التدريجي نهاية العام 2018 ليحقق أعلى ارتفاع له مع بداية شهر أيلول 2019 ويسجل 691 ليرة.