سيريانيز- مجد عبيسي
هل أتجاوز الحدود إن قلت عن التعليم الأساسي أنه في أزمة حقيقية.؟!، فجهودكم في اعتماد المناهج المتطورة ستذهب أدراج الرياح إن استمر الوضع على ما هو عليه!
القصة يا سادة أن ابني البكر في الصف الخامس الإبتدائي، وهو الأول على صفه طيلة السنوات السابقة، لمتابعتنا مع المعلمة درساً بدرس.
ولكن هذا العام حدث مالم يكن بالحسبان، ونافى ما قاله معاون وزير التربية في لقاء خاص معه، أخبرنا يومها أن المعلمين "مثبتين ووكلاء" يخضعون لدورات خاصة على المناهج المطورة، ويبدأ دوامهم قبل بدء العام الدراسي للطلاب بـ 15 يوماً، وذلك للتحضير لاستقبال الطلاب مع الاول من أيلول..
والواقع اليوم أننا اليوم في منتصف الشهر العاشر، أي بعد شهر ونصف من بدء العام الدراسي، وابني لم يزل دون معلمة!
لماذا؟!..
المعلمة الاولى التي جاءته كانت معلمة وكيلة، وتولد عام 2002، أي تكبر ابني بسبع سنوات فقط!!.. وهذا أكبر خطأ.. فقد كان عقلها عقل طفلة، ترقص أمامهم على أنغام الأغاني.. وتحتفل بعيد ميلادها، وتلاعبهم وتحزرهم عن رمز قفل جوالها!!... ثم تغيبت يومين "كيفياً"، فنقلناه للشعبة الأخرى.. فنحن نريد له مدرسة قديرة، وفي الشعبة الأخرى، كانت المعلمة وكيلة كذلك، حاولنا أن نتعرف عليها، وكانت جيدة.. ولكن تغيبت مؤخراً ليومين متتاليين، لنعلم أنها انفكت، وانتقلت للسكن بمكان آخر!!.
والتحفظات:
- الكثير من المعلمين الوكلاء لم يبلغوا النضج بعد لتعليم تلامذة قريبة من أعمار، وهذا لا يصلح ولا يمت للتربية الحديثة بصلة.. وخصوصاً في مراحل التعليم الأساسي.
- هل المعلم الوكيل حر الانفكاك؟!!... وما مصير هذا الجيل من حالات عدم الاستقرار هذه؟!
- المعلم الوكيل يعمل بشبه المجان.. فأجر 18 ألف ليرة لمعلم هو أجر مخز، وكيف سيعلم من قلبه وضميره، وما الذي سيربطه بالعملية التعليمية أساساً؟!
- إن وجد معلم وكيل يعطي من قلبه فمنهم من تجاوزت خدماتهم الفعلية ما يقارب عشرين عاماً، وهم ما زالوا وكلاء دون أن يحصلوا على أي من حقوقهم الوظيفية، ولا حتى تكريم أو تثبيتهم في عملهم لخبرتهم التعليمية التي يجب أن تقيمها لجنة وزارية.. فأعمارهم لا تسمح لهم ببيروقراطية المسابقات.
أخيراً.. مستقبل أولادنا ليس حقلاً للتجارب، ولن نقبل بأن نضع تعليم أطفالنا في أيدي الهواة، فتطوير المناهج يجب أن يوازيه تطوير المدرسين، نحن في أسوأ حالات التعليم.. وخصوصاً في ظل مناهج جديدة لا يفهمها الكثيرون.. ودمتم.