بقلم منير خليفة
في كل مرة عندما اقرر ان اعود من الامارات لزيارة حبيبتي اتذكرها كيف كانت رائعة الجمال والكمال في كل شئ فيها وكنت اخاف الحاسدين من حولها وخصوصا عندما يزورنها ويتحدثون عن جمالها وروعتها.
في زيارتي الاخيرة لها وللأسف وجدت حبيبتي شاحبة متعبة تثقلها الهموم والمتاعب وكل من حولها يتحدث عنها وكيف كانت قبل مرضها ويتمنى ان ترجع كما كانت ويعود لها زهائها وجمالها وهيبتها.
وكنت اتسأل مابالهم يتحدثون ولايفعلون شيئا لمساعدتها فما اشطرهم بالقيل والقال وعند الفعل لاتجد حياة لمن تنادي.
انا اعلم ان سبب مرضها ليست الحرب الدولية عليها فهي وخلال هذه الحرب كانت صامدة قوية ولكن الفساد والفاسدين هم السبب الرئيسي لمرضها فهؤلاء هم الذين يمنعون عنها ومن حولها كل شئ وهم المستفيدون من مرضها ويعملون على ان تبقى مريضة الى الابد ليزداد غناهم مرات ومرات .
والسؤال هنا هل الفساد الذي يدور في فلك حبيبتي مقتصر على فئة معينة فقط ام انه اصبح ظاهرة تطول شريحة كبيرة منا.
ماوجدته ومن خلال النظر لنفسي ومن حولي ان الفساد اصبح يمسنا جميعا وكل واحد منا مسؤول ولو بقدر بسيط عن وجوده بيننا. فمن منا لا يرشي وعدد كبير منا يرتشي ايضاً، ومن منا لا يحاول ان يتلاعب على قضية ما تواجهه بطرق غير نظامية للهروب منها والامثلة كثيرة هنا والعبرة ان كل واحد منا له يد بما يحصل من فساد نعاني منه جميعا ونتحدث عنه بامتعاض.
قلت في نفسي لماذا لا يبدأ كل واحد منا في اصلاح ذاته لنقضي نهائيا على الفساد ووجدت ان هذا ضرباً من الخيال لا نه عبارة عن منظومة اقتصادية معقدة متغلغلة فينا وبدونها تصبح الامور معقدة لحياتنا واضرب مثلا على ذلك ان الشخص الذي لديه معاملة ما في جهة ما وتوقفت ليس لانها غير مكتملة او فيها شى غلط ولكن لان صاحبنا يريد الاكرامية او البقشيش فماذا يفعل اكيد سوف يضطر لان يدفع لكف البلاء كما يقولون.
واذا اردنا ان نحلل نظرة الطرف الاخر ولماذا اخذ هذا المبلغ يقول ان راتبه لايكفيه في هذا الوقت لخمسة ايام من الشهر فماذا يفعل ببقية الخمس وعشرون يوماً؟ انا هنا لا ابرر ولكن اتحدث عن الواقع كما هو.
اذا كما قلت سابقاً ان المنظومة كلها غلط فكيف لنا ان نحاسب المرتشي وهو لايستطيع تأمين قوت يومه من الحاجات الاساسية، وكيف لنا ان نحاسبه وننسى الفاسدين الكبار والذين هم اساس البلاء بسبب سرقتهم لموارد الحبيبة ومنعها من العودة الى جيوب المحتاجين لها.
ارى انه على الدولة ان تقوم بواجباتها بالحد من كبار الفاسدين الذين اصبحوا كثر في وقتنا الحالي وليس هذا فقط بل ايضاً استعادة الاموال المنهوبة منهم والاستفادة منها في رفع الرواتب والاجور الى اخوتنا في الجيش والموظفين وعندها فقط تبدأ الفترة الثانية وهي محاسبة المرتشين الصغار بعد ان يكون وضعهم المالي قد تحسن ولا يوجد وقتها حجة لهم لان يرتشوا، وهنا يجب ان تكون المحاسبة بيد من حديد حتى يتعظ الجميع ولاتسول نفس البعض العودة الى الرشوة.
في هذا السياق لابد لنا هنا ان نتحدث عن انخفاض الليرة وعن الفاسدين الذين يتلاعبون بسعر الصرف بهدف الربح المادي غير مبالين بتبعيات هذا العمل وما يشكل من ضغط على الحبيبة والمواطن.
وانا أرى ان الخطوة المثلى والتي يجب على الحكومة اتخاذها للحد من ارتفاع الدولار هي منع استيراد الكماليات بكافة انواعها والتي تستنزف كمية كبيرة من القطع الاجنبي المتواجد في الاسواق مما يؤدي الى خلل بين العرض والطلب ويؤدي الى ارتفاع العملات الاخرى امام الليرة السورية ، وهكذا اجراء لن يوثر الا على شريحة بسيطة هي فقط القادرة على شراء هكذا مواد اما الشريحة الاكبر فهي لاتستطيع شراء المواد الاجنبية من سيارات وبرادات وغسلات ومواد غذائية وغيرها من الكماليات.
نحن في حالة حرب وان عانت فئة صغيرة من عدم استيراد هكذا مواد لن يوثر عليها شيئاً طالما
يوجد بديل محلي لها فيمكن لهذه الفئة اكل الجبن المحلي عوضا عن جبنة الكيري او الافاشكيري والامثلة كثيرة هنا على ماذكرت ولن نموت في حال غيابها من الاسواق.
هكذا اجراء سوف يخفض الطلب الكبير على القطع الاجنبي وبالتالي سوف ترتفع قيمة الليرة السورية استناداً لقانون العرض والطلب ولتعم الفائدة على اقتصادنا ككل وبالتالي على المواطن بشكل خاص.
مجرد افكار احببت ان اشاركها لعلها تلقى آذان صاغية.
ملاحظة: زوجتى تسمح لي فقط بمناداة غيرها بالحبيبة وهي بلدي سورية ولانها تحبها كحبي لها.