هل كان عليه ان يحشو دماغه بكل هذه المعلومات والمعادلات والقصائد ومقررات المؤتمرات والمنتديات .ويدرس كل هذه السنوات .حتى ينتهي به المطاف في هذه الوظيغه وهذا المكتب البارد .كنزه الخرافي الذي يطعم اولاده منه هو ثلاثة كلمات وختم ..تحتاج هذه الوظيفه الفخمه لثلاثة ساعات تدريب فقط . لكائن من قبائل الزولو التي تعتمد في حياتها على إلتقاط الثمار ولم تصل لمرحلة الرعي. حتى يتقن كل خفاياها .سوف تبقى تكتب هذه الكلمات وتختم على هذه المعاملات وتتقيأ نفسك وتكرر ذاتك .حتى تتقاعد.. يحدث نفسه دائما.واكثر ما كان يزيد من كآبته .الخطاب الشهري لمديره بضرورة رفع مستو الاداء الوظيفي .بما يتوافف مع منهجية القيادة و توجيهاتها الحثيثه .تماشيا مع هذه التوجيهات صار يغني الكلمات الثلاثه.ويختم المعاملات وهو يرقص .كما ترجم الكلمات لعدة لغات وكتبها باللغه اليابانيه والهندوسيه والارميه البائده .ولغه السيخ .ومدغشقر .
حاول مرارا ان يمسح من ذاكرته كل ما حفظه اثناء الدراسه دون جدوى .متغلغله هذه المعلومات بقسوة في ذاكرته .مساحة بوركينا فاسو .الحدود الجنوبيه للسودان .مقرارات المؤتمر الثالث .موقعه الزلاقه .قصائد الوأواء الدمشقي .حركات الفتى الاعزل . .اعراب ما اجمله واجمل به وما انفك .وقصه مدينتين .وقصة النجاشي .وشخصية ميسره غلام خديجه .والادغام بغنه واحكام المد المتصل .تتزاحم كلها في دماغ هذا المهندس المختص بالمعلوماتيه وتعصر روحه وهو يختم على شهادة جامعيه مع ثلاثة كلمات صورة طبق الاصل ....