كتب أيمن قحف
لفتني في اللقاء الذي أجريناه في سيريانديز مع الدكتور المثنى الصالح عن بعد الكثير من النقاط التي تحدث فيها عن تجربته في الإدارة الفندقية بين الولايات المتحدة وسورية ،والانطباع الذي خرجت به من حديثه كان ببساطة : هذا الرجل يمكن أن يخدم السياحة السورية بخبرته ووطنيته ، وهو رجل يحق له أن يتكلم إذ أنه عمل سنوات من موظف بسيط إلى مدير عام فندق خمس نجوم في أمريكا ، ثم عمل سنوات في سورية مدير عام لفندقي ايبلا ومن ثم داماروز في سورية قيبل أن يعود مجدداً إلى الولايات المتحدة يصبح مدير عام ماريوت في مدينة تامبا..
يمكنكم متابعة الحوار المميز في سيريانديز ، ولكن ما يهمني هنا أن أتحدث عن الدكتور المثنى كشاب سوري يحق لنا أن نفخر به وبتجربته التي تابعتها عن قرب في سورية ، وأتابعها عن بعد وهو في أمريكا..
تابعت عمله كمعاون مدير عام ثم مدير عام في فندق ايبلا ،ترك بصمات مؤثرة خلال فترة قصيرة ، ونجاحه جعل الوزيرة لمياء عاصي يومها تعينه مديراً عاماً لفندق داماروزمع بدايات الأزمة السورية وتدهور الوضع الأمني ، ورغم تراجع عمل جميع الفنادق ومستواها ، إلا أنه استطاع وبفترة قياسية النهوض بالفندق وكوادره ليجعله الوجهة المفضلة لأغلب زوار دمشق ووفودها وسبق الفورسيزن في تلك الفترة ..
اهتم بكل التفاصيل وبالكادر وأنجز عمليات تطوير اداري وفني وخدمات وترويج متقن ونال رضا جميع الزوار والجهات الرسمية..
يمكنني أن أقول وبثقة العارف أن داماروز ما زال حتى الآن يستفيد من لمسات الدكتور المثنى وما أسسه وما تركه من خبرة لدى الكادر..
وعلى الرغم من انتمائه لعائلة عريقة نافذة ومعروفة ، فوالده الشاعر الكبير و السياسي العريق -عضو مجلس الأمة النائب نجم الدين الصالح ، ووالدته الشاعرة الكبيرة دولة العباس وشقيقته الفنانة الكبيرة سوزان نجم الدين ولكنه لم يعتمد في حياته إلا على جهده وامكاناته ، وربما تنفع الواسطة في بلادنا ، ولكنها لا تنفع في امريكا التي يشغل فيها منصب مدير عام فندق خمسة نجوم ومن علامة ماريوت الشهيرة ، وقبلها مدير في فنادق هيلتون وشيراتون ..
يحمل دكتوراه في الادارة والعلوم السياحية ، وماجستير في الضيافة والعلوم السياحية من جامعة فلوريدا واجازة في الادارة الفندقية والعلوم السياحية من جامعات أمريكية مرموقة
محاضر ومدرس جامعي ووضع مناهج في كليات السياحة السورية..
هو اليوم يحظى بتقدير عال من شركة ماريوت ومن نزلاء الفندق ونسبة الاشغال لديه –في زمن كورونا – أكثر من 80% رغم أن المعدل حوله لا يتجاوز 25%!!
نحن في زمن أزمة، نأمل أن نكون في نهاياتها ، والسياحة كما يعلم الجميع أول من يتأذى وآخر من يتعافى ، وعلينا منذ الآن أن نفكر بمرحلة إعادة البناء والاعمار في قطاع السياحة ، ولست قلقاً من موضوع جذب الاستثمارات فالأموال موجودة وتبحث عن الفرص ، مشكلتنا في إدارة هذا القطاع الذي أعتقد أنه سيكون الأكثر أهمية لمستقبل سورية ..
هل لدينا العقول والكوادر المؤهلة لتخطط وتقود وتدير هذا القطاع ؟!!
لدينا في البلد بعض الخبرات ، ولدينا خارج البلد الكثير الكثير ممن نعرفهم أو لا نعرفهم..
هل يوجد فرصة لنستفيد منهم؟!!
كل شخص يمكن أن يكون مفيداً ..
بالتأكيد لا يمكن أن نقول لشخص مثل الدكتور المثنى الصالح أن يأتي ليدير فندق براتب يعادل 100 أو 200 دولار بينما يمكن أن يكون راتبه في أمريكا 20 ألف دولار ...لكنه بالتأكيد لن يبخل بعقله وخبرته أن يقدم – ولو عن بعد آلاف الكيلومترات – كل ما يخدم وطنه ..وهذا بالفعل ما قاله لي المثنى ونحن نتحدث : مستعد – دون مقابل – أن أقدم خلاصة خبرتي لوطني ، ولو اضطررت للسفر على نفقتي الخاصة والحصول على إجازة من عملي لأكون مع بلدي لنخطط لمستقبل السياحة المزدهر..