رهف حمود
لم تعد الصعوبات التي يعانيها المواطن السوري في الحصول على المشتقات النفطية خافيةً على أحد نتيجةً للعقوبات أحادية الجانب المفروضة على البلاد، فمشاهد الازدحامات و الاختناقات باتت واضحةً على الكازيات و حالات الاستياء العارمة بين المواطنين من بطئ توزيع مازوت التدفئة في الوقت الراهن سيما وأننا دخلنا شهر كانون الثاني والكميات الموزعة أو بالأحرى عدد الأسر التي استلمت مخصصاتها قليل جداً هذا العام مقارنةً بالعام الماضي .
هذا و كانت وزارة النفط والثروة المعدنية قد أعلنت عن تخفيف كميات المازوت و البنزين الموزعة سابقاً إلى المحافظات نتيجة تأخر وصول التوريدات، لتطل يوم الخميس 14 كانون الثاني بخبرٍ عاجل مفاده أنه ونتيجةً لوصول التوريدات وإعادة إقلاع مصفاة بانياس فقد تمت زيادة الكميات الموزعة للمحافظات إذ بدأت مظاهر الازدحام على مادة البنزين تنحسر شيئاً فشيئاً.
آليةٌ جديدةٌ للمازوت
التأخر في توزيع مادة مازوت التدفئة دفع وزارة النفط إلى الخروج بآليةٍ جديدةٍ لتوزيع المادة، شملت محافظتين حالياً فقط ،إذ تم ّ إدخال خدمة الرسائل النصية لتوزيع المازوت في دمشق وريفها حالياً لتصل للمواطن رسالة تتضمن رقم سائق الصهريج و اسمه ليتمكن مالك البطاقة من التواصل معه بشكلٍ مباشر لاستلام مخصصاته ، مع تذكير الوزارة أن التوزيع حالياً يشمل الأسر التي لم تستلم الدفعة الثانية من مازوت التدفئة خلال العام الماضي .
نبضُ الشارع
كل ذلك ترك بعض الارتياح لدى المواطنين الذين قابلتهم بورصات وأسواق خلال جولتها في بعض أحياء العاصمة دمشق مع بعض التخوف من انقطاع التوريدات ، إذ بيّن محمود يوسف لبورصات وأسواق أن المواطنين منذ زمن كانوا منتظرين هكذا خطوة تضمن لهم الراحة في استلام المخصصات وتحد من تلاعب اللجان بالتوزيع ،ورغم تأخر هذه الخطوة إلا أنها إيجابية في الوقت الحالي عسى أن تسرع توزيع المازوت .
رزان محمد أكدت أن هذه الخطوة في الوقت الحالي أفضل ما يمكن تقديمه كحل بديل عن اللجان وتدخلها في التوزيع لكن لا بد من الإسراع في التوزيع، مبدية تخوفها من عودة انقطاع التوريدات لتؤثر بشكل عكسي على التوزيع.
يونس سلمان من سكان العاصمة دمشق لكن في الأصل من اللاذقية أوضح أن هذه الخطوة إيجابية و تحتسب لوزارة النفط داعياً لتطبيقها في كافة المحافظات علها تساهم في تخفيف المعاناة على الجميع .
شفافية المسؤول
وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة كان أول مسؤولٍ سوري يتحدث بكل شفافية عن وزارته إذ بيّن خلال لقاءه الذي تم بثه عبر التلفزيون السوري الرسمي وجود بعض حالات الغش في توزيع المحروقات خلال لقائه على التلفزيون السوري، وكان قد دعا وقتها لتكاتف جميع الجهود لحصر هذه الحالات و ضبطها.
خارجُ الصندوق
وفي تصريحٍ لوزير النفط للزميلة سيريانديز بيّن أنه في حال إنجاز التوجهات الحالية وتعاونت بقية الجهات كل حسب مكانه ودوره فلن تكون سورية خلال بضعة أشهر محتاجة لاستيراد أية مشتقات نفطية باستثناء كميات بسيطة من الغاز المنزلي وهي غير مكلفة قياساً للكتلة الكاملة ، إضافةً إلى تساؤله عن بقاء شركة محروقات تابعة لوزارة النفط وهي قطاع تمويني تهتم بالتوزيع وتخضع لقانون التموين وعلاقتها مع البطاقة الذكية، سيما وأن دور وزارة النفط الأساسي ليس توزيع المشتقات النفطية بل هو اكتشاف وإنتاج النفط وتشغيل المصافي ، وأن الوزارة لا تبيع ولا تشتري النفط والمشتقات بل تنتجها وتكررها.