سيريانديز
ترجم رجل الاعمال السوري مازن ديروان مقالا تحفيزيا يقلب مفهوم موضة مهاجمة رؤوس الاموال واصحاب النجاحات عبر الفيسبوك، المقال من تأليف سيث غرينليف.
ينصح فيه القراءة بتمعن من قبل كل من يريد أن يطور نفسه ويفهم العالم بعقل متوازن أكثر.
يقول:
لقد وجدت النقد اللاذع تجاه [الملياردير] جيف بيزوس [مالك شركة أمازون] بالأمس غريبا جدا، هذا الرجل الذي كان يقلب الهمبرغر في ماكدونالدز عندما كان عمره 16 عاماً (لأنه كان لديه الكثير من حب الشباب.. فلم يكن يصلح حتى للعمل على صندوق قبض النقود لاستقبال الزبائن)، وكل ما فعله الرجل منذ ذلك الحين كان العمل والابتكار وإعادة الاستثمار في نفسه وشركته حتى غير كل حياتنا اليومية.
لقد تحول من لا شيء إلى أن يصبح أغنى رجل في العالم بأسره في أقل من فترة حياة شخص طبيعي، وهو الآن يستكشف خيالات طفولته باعتباره كان مهووسا بالخيال العلمي ويدفع جنسنا البشري بأكمله نحو استكشاف الفضاء.
"هنا يشير الى توجه بيزوس مؤخرا للاستثمار في اكتشاف الفضاء واطلاق المركبات".
ويتابع ديروان في ترجمته: لكن ما قاله معظم الناس هو (كم تصرفات بيزوس سيئة.. كان يجب عليه أن يعطي كل أمواله لهم أو أن يساعدهم بها ويقف الى جانبهم)!..
ويستغرب الكاتب هذه الاقوال قائلا: كما لو كانت الأموال لتي ينفقها هي أموالهم..! والواقع ليس كذلك.
ويخاطب الكاتب المتحدثين قائلا:
إذا كنت ترغب في إنفاق ملياراتك بشكل مختلف، فقم بتحصيلها وافعل ما تريد... هذا حقك، لذا فهو له حقه.
وهنا يأتي تنويه كاتب المقال:
قد يبدو الدفاع عن المليارديرات بمثابة مهمة بالغة الصعوبة، لكن عندما أرى مواقف الناس تجاه الناجحين، وخاصة الناجحين بشكل كبير، أفهم لماذا هم أنفسهم ليسوا كذلك.
انظروا [إلى المليارديرات]، بيزوس، ماسك، جيتس، برانسون، إنهم لا يجلسون في مكانهم ينتقدون نجاحاتك. أنا متأكد من أنهم سيحتفلون بها إن حصلت. لكن عندما تنتقدهم، فأنت تقول لنفسك أن النجاح سيء.. النجاح يؤذي الآخرين.
وبرأيك يجب أن يكون النجاح محدودا، وبهذا تحد من قدرتك على النجاح في عالم مبني على الوفرة.. وهو محدود بمدى فكرنا فقط.
نعم، يمكنهم فعل أشياء مختلفة بأموالهم، وأنت أيضاً يمكنك ذلك.
ويقترح الكاتب:
إذا أنفق الملايين العديدة من الأشخاص الذين ينتقدون بيزوس بالأمس 1٪ من وقتهم وأموالهم تجاه أي مشاكل يعتقدون أنه يجب أن يحلها، فعلى الأغلب سيحلوها بأنفسهم، أو على الأقل سيقطعوا شوطا طويلا في حلها. لكن الجميع يريد أن يكون ذلك خطأ أو مسؤولية شخص آخر، ولكنه ليس كذلك.
إذا كنت تشعر بالشغف تجاه قضية أو مشكلة، فابحث عنها واعمل على حلها، لا تركز على ما يفعله شخص آخر أو لا يفعله بأمواله و قدراته، بل اصنع ما يهمك أنت.
ومن الواضح أن شغفه هو استكشاف المجرة. فهو سيستخدم ذكاءنا العالمي ذلك لصالح الجميع ، تماما كما سيستخدم ذكائنا العالمي شغفك بنفس الطريقة. لهذا السبب لدينا شغف واهتمامات مختلفة. وإذا كنت تكرهه لأنك لا تحب الطريقة التي تعامل بها أمازون موظفيها، فلا تستخدم أمازون.
أعلم أننا نعيش في عصر يكون فيه انتقادنا لبعضنا البعض أمرا يعطينا شعوراً بأن لدينا هدف ذو أهمية، الأمر ليس كذلك. وتلك "الإعجابات" التي نحصل عليها لنشر الكراهية تجاه الناس تسحب فقط من طاقتنا الإبداعية الحيوية. بناء سفينة الصواريخ الخاصة بك هو ما يجب أن يكون هدفك.
"العقول العظيمة تناقش الأفكار؛ العقول المتوسطة تناقش الأحداث؛ العقول الصغيرة تناقش الناس".