سيريانديز - مجد عبيسي
انشغلَ رواد وسائل التواصل الاجتماعي منذ أشهر بصور الفنانات والفنانين السوريين الذين حصلوا على الإقامة الذهبية بمدينةِ دبي، وتمَّ رصدُ تعليقاتٍ يتمنى فيها بعضهم -لو كانَ فنانًا- الحصول على الإقامةِ الدائمة "مدتها عشر سنوات تمدد تلقائياً ولا تحتاجُ لكفيل" وغيرها من المزايا في مدينةُ يعدُّها الكثيرون مدينةَ أحلامهم.
لكنَّ الواقع أنَّ هذهِ الإقامةَ لم تُمنح لأصحابِ الفنِّ فقط، فالخبراءُ والكفاءات والعلماءُ السوريونُ كانوا كذلكَ محطَّ نظرِ "هيئة دبي للثقافة والفنون"، وتمَّت استضافةُ كثيرٍ منهم ونالوا هذهِ البطاقة، وكانَ آخرهم خبير الإعلامِ التربوي وعالم الصوتياتِ د.محمد عصام محو الذي يعملُ أستاذًا جامعيًّا، ومطوِّرًا للكوادرِ البشرية.
وأشار د. محو في تصريح خاص لسيريانديز أن الاستمرارُ بالتميُّز أصعبُ من التميُّزِ نفسه! وإنَّ المجتمعاتِ لا تنهضُ إلا بالعقولِ المبتكِرة، وهذا ما وعته دولة الإمارات إذ عملت على جذبِ ودعمِ المُنجزينِ وذوي التخصصاتِ المهمَّةِ والنادرة، لتقويةِ عضدهم والاستفادةِ من علومهم بشتى الوسائل الممكنة؛ ليستمروا في خدمةِ الإنسان.
وأضافَ د.محو أنه يتطلع لليومٍ الذي يخدمُ فيهِ بلده سورية ويسهمُ في بنائهِ، وهذا واجبٌ لن ينساهُ ما حي، مؤكداً أنه لحصول ذلك يجب أن تكون الثقة بعقول السوريين وقدراتهم الإبداعية حاضرة، مما سيسمح باستثمارِ كفاءتهم في المكانِ المناسب، وقال:
"متأكدٌ بأنَّ بلادي التي تعاقبت على أرضها عشراتُ الحضارات قادرةٌ على النهوضِ من جديد".
هذا وقد حصلَ على الإقامةِ الذهبيةِ ذاتها عدةُ خبراءٍ سوريينَ أيضاً منهم:
د.بسَّام داغستاني؛ مخترعُ أجهزةٍ متخصِّصةٍ في ترميم الوثائق والمخطوطات التاريخية.
م.وائل حبال الصوتُ الأشهرُ في العالمِ العربي (صاحب الصوتِ الرسمي في خرائط غوغل ماب العربي).
والخبيرُ أحمد عثمان أحمد عالمُ الأرشفةِ الإلكترونية، والطبيب أيمن علبي، وخبيرة التنمية النفسية عبير رياض وكيل، وأستاذ الإعلامِ الرياضي د.رائد عامر.
جدير ذكره أن د. محمد عصام محو مؤسس لعدةَ منظوماتٍ علميةٍ خاصة، ودرَّبَ عشراتِ الكوادرِ الحكومية في دولة الإمارات وخارجها، وأعدَّ وقدَّم عدةَ برامج تلفزيونية عرضتها عشراتُ الفضائياتِ العربية.
كما فازَ مؤخرًا بجائزةِ دبي لتنمية الموارد البشرية، وهوَ كذلكَ أوُّل من أسسَ ودرَّبَ الإلقاء عبر المقامات الموسيقية، كما شاركَ بتخريج أول دفعةٍ من موظفينَ يحملونَ اسم "أخصائي سعادة" وهو المسمى الذي تمَ اعتمادهُ كوظيفةٍ رسميةٍ في العديدِ من الدولِ العربية والأجنبية فيما بعد، ومن بينها "دولة الإمارات".
وبدورنا نقول للمعنيين: لماذا لا نسمع عندنا بتكريمات أو منح أعطيات لأمثال هؤلاء المبدعين من أبناء بلدنا ممن هم موجودون في الداخل ولم "يطفشوا بعد" وهم كثر ولا يحتاجون لبحث كثير عنهم؟!.. أم أن أفقنا بات محصوراً بالمطربين والفنانين، فغدونا كقطعان وسائل التواصل، نتغنى بما يهل به سيل الإعلام علينا؟!