ضمن معرض للحرف التقليدية والتراثية حمل 110 حرفيين من عدة مناطق منتجاتهم إلى قلعة دمشق للترويج لها وأملاً بكسب زبائن جدد وتحقيق مورد يحسن دخلهم.
وتم رصد أجواء المعرض الذي تنظمه وزارة السياحة بيوم السياحة العالمي ويستمر لغاية السبت القادم حيث تنوعت معروضات الحرفيين بين الموزاييك والأرابيسك والزجاج والنحاسيات والفخاريات والقش واعتمد بعضهم على مواد معاد تدويرها كالحرفي الستيني سمير رحمون الذي استفاد من مخلفات المنزل لصناعة صناديق ولوحات كما أوضح مشيراً إلى أنه يحرص على المشاركة بأغلب المعارض لتسويق منتجاته التي تحتاج لصبر ودقة وابتكار وكذلك تشجيع الناس على الاستفادة من مخلفات البيئة.
ومن دير ماما في منطقة مصياف جاءت يسرى عيد البالغة من العمر 66 عاماً لعرض مشغولاتها المصنوعة من الحرير الطبيعي كالشالات والوسادات وشراشف الطاولات ومناديل الحرير التي يعد اقتناؤها من أساسيات تجهيز العروس حسب قولها لافتة إلى أنها تعمل بهذه المهنة منذ أكثر من أربعين عاماً وهي متوارثة عن عائلتها كون طبيعة المنطقة التي تشتهر بتربية دودة القز ساعدتهم في اختيار هذه الحرفة.
ومن مدينة القنيطرة حضر محي الدين البيضا الذي يعمل في مجال تربية النحل لعرض منتجاته والتعريف بها لافتاً إلى أنه اعتاد على المشاركة بجميع المعارض للتواصل مع المستهلكين مباشرة ومعرفة آرائهم وكسب زبائن جدد.
الأمل الوحيد للخروج من الظروف الصعبة التي نعيشها ولا سيما بالنسبة لربات البيوت بهذا وصفت الفنانة التشكيلية نجوى الشريف العمل اليدوي الحرفي مشيرة إلى أنها شاركت بالمعرض لتسويق مشغولاتها المصنوعة من الفسيفساء الزجاجية ذات الألوان الجميلة وهو عمل تزاوله منذ 30 عاماً مؤكدة أهمية عصرنة الأعمال التراثية لتشجيع الناس على اقتنائها.
الفنان التشكيلي علاء الغبرة حجز أيضاً حيزاً له في المعرض حيث عرض مشغولاته من الأغباني الملونة والمطرزة بزخارف إسلامية ونباتية ورسوم هندسية لافتاً إلى أن هذه المهنة متوارثة أباً عن جد في عائلتهم وأن مشاركته بالمعرض بمثابة إعلان لعودتهم للإنتاج الذي اعتزلوه خلال سنوات الحرب مكتفين بالبيع فقط.
وعلى طاولة صغيرة وضعت الشابة هيلين ظاظا مجموعة من نباتات الصبار والعصاريات التي زرعتها بنفسها ضمن أحواض صغيرة ملونة كهواية وطريقة لكسب مورد مادي يحسن دخلها على حد تعبيرها.
مدير سياحة دمشق المهندس بسام ماردينلي بين لـ سانا أن هدف المعرض دعم الحرفيين ومساعدتهم لإيجاد أسواق لتصريف منتجاتهم والحفاظ على الحرف التقليدية من الاندثار.
وكانت انطلقت أمس بمناسبة اليوم العالمي للسياحة فعاليات فنية وثقافية وترفيهية منوعة في مختلف المحافظات تستمر على مدى ستة أيام تحت شعار “السياحة من أجل النمو الشامل” وتركز هذه الفعاليات على الترويج للمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر التي تعتمد على الحرف والمهن اليدوية والتراثية وكل ما تنتجه الأسرة.