كتبت م. افتكار عيسى
في زمن العالم الافتراضي المفتوح على مصراعيه يستقبل الجميع ويمنح الداخلين إليه أقلاماً لا تحتاج لمحابر يعطيهم بطاقة عبور كالبطاقات التي وزعت في بلدي على زناة الليل ولصوص الأحلام وسارقي خبز الفقراء، وبعض الشرفاء ليكونوا هم الشهداء ...
ولكم حرية الخيار أن تشتموا كل سلاطين الأرض وتتقاتلوا وتقيموا الحد الشرعي على من يخالفكم ولا يدين لكم بالولاء, و حتى على غريب يحتل أرضكم.... او فاسد يسرق خبز أولادكم...
لكم ان تكتبوا عن الحب والخيانة وعن وصفات التجميل والطبخ؛ وتعرضوا غرف نومكم للغريب والقريب؛ وتسردوا ذكرياتكم القادمة متغنين بالذل ؛ ووصف أحلامكم المؤجلة ...
لكم ان تبتدعوا قواميساً للهجات والمشاعر المزيفة؛ وتكتبوا بالعامية الرعناء شتائم تلعن العشاق والكتّاب وتكفّر الحالمين بوطن حرّ...
لكم أن تفعلوا كل ذلك ولكن حرّم عليكم ان تقعوا في حب سورية التي يحلم بها الفقراء
حقول قمح فهم جائعون...
وغيمات مطر فقلوبهم عطشى...
وأغاني فرحٍ فأرواحهم حزينة...
إياكم والحديث عن أحلامكم بوطن للجميع ستُرجمون وتُتهمون بالخيانة؛
إياكم والحديث عن قداسة ترابه الذي روي بدماء الفقراء الأبرياء....
ولكم أن تتغنوا بجعل ارضه مزارع للبطاطا و كأنكم لم تأكلوا من خيراتها....
لكم ان تحرقوا أشجار زيتونه وغاره...
وتقتلعوا ورده و ياسمينه...
لكم ان ترتكبوا ذلك وعين الفاسدين ترعاكم...
نعم أيها الزوار الافتراضيون امتشقوا كلمات البغضاء وتحاربوا فيما بينكم...
وجردوا كلمات الحب من نقائها وأعلنوا تكفير عشاق الوطن والحرية ....
فهذا زمن الكتابة الجبانة والغدر والخيانة...
لكن التاريخ يعلمنا أن للصادقين أحلاماً واحدة...
فليختبئ كل ذي حب مشبوه لهذا الوطن وليعلي الصوت من يعشقه كصوفيّ توحد به...
تعالوا إلى كلمة سواء بيننا إنها سورية أيها السوريون
هي خبز يومكم؛ وشمس نهاركم؛
وامل غدكم ....
فكونوا أبناءها.