لماذا هذا الإصرار من الانتهازيين على الكذب وافتعال الهمروجات الفيسبوكية وتحويل حتى الإيجابيات الى سلبيات وسخرية؟ ولماذا تنساق معهم بسهولة..الأغلبية الشعبية البسيطة؟ بصراحة..
كنت أريد أن اتوجه برسالة الى الوزير أخبره فيها بأنها مجرد همروجة اعتدنا عليها ولاتستحق عناء الكلام عنها، ولكنني أشعر بالتعب من الاصطدام مع استبداد الأغلبية الشعبية التي يسوقها حفنة من الانتهازيين، ولمن لا يعلم: أن أكبر استبداد على مر العصور هو استبداد الأغلبية الشعبية الجاهلة وسيطرتها على الرأي العام. مقابلة الوزير مع الطلاب والفيديو الذي انتشر، لو كان في مصر أو الأردن، لعرضوه علينا شوفيرية الجمهور البسيط وقالوا : انظروا الى وزراءهم!! وقارنوهم بوزرائنا!! _ ي
تركون مكاتبهم الفاخرة وينزلون الى المدارس ويبحثون في مشاكل الطلاب. _ يمولون المشاريع، لكل ٥ طلاب بكالوريا بمبلغ ٥ الى ١٠ مليون ليرة!!!!، ويشجعونهم على العلم والابتكار! ولكن الفيديو ليس من مصر بل من بلدنا! فكان لابد من اختراع الكذب وسوق الجماهير الى مذبحة السذاجة والغباء، بحيث تكبر الكذبة، وكلما كبرت الكذبة ....كلما ضعفت جرأة الناس الواعية على تكذيبها!
وكيف تكتب الحقيقة في بيئة موبوءة بالكذب والخداع وعبادة المصالح دون أن يشك البعض أن بينك وبين الوزير مصالح مشتركة؟ وكيف تجابه بلا سلاح ثقافة نشر الخراب والبؤس واظهار البلد بأنها جهنم ولا أمل فيها لكي ندفع شبابها الى الهجرة او الى المخدرات؟ المهم.. اتمنى من الوزير أن لايستمع اليهم، وان يتابع عمله بهذه الطريقة العصرية، وهو الذي قال يوماً (وأعتبر أنا شخصياً مقولته " بوصلة" لي) :
مين بيسمعلن هدول جماعة الفيس؟ هدول علاكين حكي. نعم يا سيد دارم " علاكين حكي" والطامة الكبرى، أن الناس البسيطة لم تفهم بعد هذا الأمر! حتى سكان القرية اتعظوا من المرة الثانية عندما كشفوا كذب الراعي الذي كان يصرخ" اجا الذئب"! وناس قريتنا وبالرغم من أن راعيهم الفيسبوكي الانتهازي ناداهم عشرات المرات وكذب عشرات المرات عليهم..تراهم يركضون الى الجبال بأقدامهم الحافية!! ماذا نقول..والفأر يظن بأن الجبنة في المصيدة هي عمل مجاني!! ماذا نقول .. وقول الحقيقة في بلد يعج بالخداع يعتبر عملاً ثورياً!؟
والآن أتوجه بكلامي الى من لازال يملك عقله ولم يؤجره بالمجان لشوفيرية القطيع:
١_ الثانويات الصناعية لاتخضع لنظام التقنين ومزودة بالكهرباء. واستغراب الوزير محق، وجواب المدير واضح: نحن في مبنى مؤقت.
٢_ كلام الوزير مع الطلاب أكثر من رائع. انتم ثانوية صناعية..انتم من سيبني البلد.
٣_ كلام الوزير: لماذا لم يتم تزويد حتى المبنى المؤقت بالكهرباء محق، جميعهم مهندسين وتقنيين ومن السهل تمديد خط كهرباء الى المبنى المؤقت هو كلام علمي صحيح شاء الانتهازيون أم أبوا.
٤_ وهنا.. وبدل أن نشعر بالفخر والأمل بأن هناك من يعمل.. من يشجع على التطوير من خلال تمويل مشروع كل ٥ طلاب بكالوريا بمبلغ ٥ الى ١٠ مليون ليرة.. وضع الانتهازيون اياديهم على عيون البسطاء من الناس وطمشوها وانعمى على قلوبهم وبصيرتهم ولم ينتبهوا للأمر!!! على كل حال ولكي أنتهي: هناك من يعمل على ترسيخ ثقافة البؤس والدمار، عبر تصوير هذا البلد كمكان كئيب وبائس والفشل فيه حتمي، لأن هدفه هو دفع أولادكم نحو الهجرة او اليأس ومن اليأس الى المخدرات، وقبل أن تصفق لهؤلاء الذين يملؤون عقلك بالتبن، وقبل أن تبلغ الطعم بسهولة..
فكر في مصلحتك ومصلحة مستقبل أبناءك! والآن أترككم مع تشيخوف وهو يصف مجتمع فاشل : ثمة ألف أحمق مقابل كل عقل راجح، وألف كلمة خرقاء إزاء كل كلمة واعية، تظل الغالبية بلهاء على الدوام، ولها الغلبة دائماً على العاقل.
فإذا رأيت الموضوعات التافهة تعلو في أحد المجتمعات على الكلام الواعي، ويتصدر التافهون المشهد، فأنت تتحدث عن مجتمع فاشل جدا.