مشكلات بالجملة تتفاقم وخاصة في تجمع الدراسات العليا في المزة قلب العاصمة دمشق.. فلا حمامات جيدة ولا مياه ساخنة.. وواقع نظافة غير مقبول.. وتقنين كهربائي حاله كحال ساعات التقنين المطبق خارج المدينة الجامعية والوضع بات يرثى له.. وما زاد الطين بلة تعطل المولدة الكهربائية لنحو أكثر من أسبوعين دون إصلاحها لغاية الآن وكل يضع الكرة في ملعب الآخر والخاسر الوحيد هم الطلبة.
وفي شكاوى وصلت صحيفة «الوطن»، يعاني الطلبة المقيمون في تجمع الدراسات العليا الخاص بالأطباء في جامعة دمشق من مشكلة انقطاع الكهرباء ليلاً نتيجة عطل المولدة علماً أن التجمع يخضع لساعات تقنين أسوة بمناطق العاصمة الأخرى (ساعتي وصل مقابل ٤ ساعات قطع).
وأكد الطلاب معاناتهم أيضاً من مشكلة انقطاع المياه الساخنة والتي اختفى دفؤها منذ أكثر من ٦ أشهر، مناشدين الجهات المعنية وخاصة رئاسة الجامعة ولاسيما مع عدم وجود حلول تلوح بالأفق والمبررات غدت كثيرة.
ويضيف الطلاب: لا تزال مشكلة الحمامات وعقد الإصلاح قيد التوقف منذ أكثر من سنتين ولم يتم إنجازه بحجة التغيرات بسعر الصرف.. مؤكدين أن أكثر من نصف حمامات التجمع خارجة عن الخدمة.
ويقول الطلبة: في الوحدتين السكنيتين 112 حماماً و112 دورة مياه أي (224) مرفقاً خدمياً، نصفها أي (56 حماماً و56 دورة مياه) خارج الخدمة لأنها أدخلت ضمن عقد الإصلاح الذي وقع منذ عامين وبات «نقمة» علينا وليس «نعمة»، والنصف المتبقي من المرافق الخدمية 50 بالمئة منها غير صالحة للاستعمال أساساً ولا يمكن استخدامها وما يتم الاعتماد عليها يقارب النصف أي نحو 30 حماماً و30 دورة مياه في كلتا الوحدتين.
بالأرقام
وفق المعلومات التي وردت من الطلبة ضمن شكواهم: يتكون تجمع الدراسات العليا من وحدتين سكنيتين (18) و(19) وكل وحدة تتألف من 266 غرفة أي إجمالي عدد الغرف في التجمع يبلغ 532 غرفة ناهيك عن المكتبات العشر التي يقطنها عشرات الطلبة أيضاً. وأضاف الطلبة: لو افترضنا أنّ كل غرفة يقطن فيها طالبان فقط، وكل مكتبة خمسة طلاب، سيكون العدد الإجمالي للقاطنين في التجمع يزيد على 1100 طالب.
وإذا أردنا حساب توزع المرافق الموجودة والصالحة للاستعمال على الطلبة المقيمين، لوجدنا وسطياً أنّ لكل 37 طالباً مرفقين (حمام وتواليت) فقط وهي غير مجهزة أساساً بما يليق بسكن طلابي!! علماً أنّ توزيع المرافق وفقاً لتصميم الوحدات السكنية يُخصص لكل 10 طلاب مرفقين (حمام وتواليت) على الأكثر.
تساؤلات
ويبقى عدد من الأسئلة نضعها برسم المعنيين، فلا نعلم من المستفيد من «شرشحة» الطلاب بهذه الصورة، ومن المسؤول عن ذلك؟؟ وهل من معالجة ولو جزئية تخفف من وطأة المعاناة الكبيرة التي يعيشها الطلاب الذين يقع على عاتقهم العمل ليل نهار في المشافي الحكومية؟؟ على الرغم من أن واقع المدينة لطلبة مرحلة الإجازة يعتبر أفضل نسبياً من غيره وسط اختلاف بين الوحدات السكنية على صعيد الجانب الخدمي.. ولماذا التأخر إلى الآن بإصدار قرارات الهيئة العامة للمدينة الجامعية رغم صدور مرسوم تحويل المدن الجامعية إلى هيئات مستقلة؟
وحول عقد ترميم الحمامات والمطابخ في سكن الدراسات، بين مصدر مسؤول في جامعة دمشق أن العقد متوقف منذ سنوات باعتباره «عقد ناكل»، وهو أمر خارج إرادة الجامعة والتعليم العالي، مبيناً أن المتعهد لم يتمكن من الترميم وتم الحجز على أمواله، والتنفيذ من خلال أمواله، علماً أن القيمة تقدر بالمليار ليرة.
إجراءات إسعافية
وقال المصدر: كان من المقرر أن ينجز العقد منذ سنتين وأكثر، ويتضمن (40 حماماً ومطبخاً)، والأمر رهن الإجراءات الإسعافية الممكن اتخاذها حالياً، علما أنّ الخلل الحاصل والضرر انعكس على صعيد المياه وسبب تردياً بالواقع الخدمي وأثر في واقع النظافة وتأمين المياه، ما أدى لوجود حمامات خارج الاستخدام ضمن كتلتين في سكن الدراسات، ويتم استخدام الحمامات التي تحتاج إلى تخديم.
واقترح المصدر أن تتم مخاطبة رئاسة مجلس الوزراء عبر جامعة دمشق وذلك لتكليف إحدى المؤسسات الحكومية الاتفاق مع الجامعة وتنفيذ (عقد بالتراضي) لإجراء أعمال الترميم.
مياه ساخنة
وفيما يخص واقع المولدة والعديد من المشكلات التي تخص المدينة، بين المصدر أن المولدة بحاجة إلى عمرة كاملة وهذا الأمر يستلزم إجراءات عقدية وقانونية، كما أن واقع المياه الساخنة مرتبط بتوافر مادة المازوت، مضيفاً: لا يصل المدينة الجامعية إلا كميات قليلة مستخدمة باتجاه المولدات أكثر من المياه الساخنة، لكن تم تركيب سخانات شمسية إلا أن الأمر بحاجة أيضاً إلى جهوزية الحمامات ليصار تشغيلها؟!
بينما قال مصدر في السكن الجامعي بدمشق: لغاية الآن وضع الروائح الكريهة بسبب مجرى نهر بردى (على ما هو عليه) دون أي استجابة من محافظة دمشق، علماً أن الجامعة خاطبت المحافظة عشرات المرات وتقدمت الجامعة بأكثر من مقترح لحل المشكلة، لكن دون أي نتيجة.
مقترح
وأكد المصدر أنه تم التقدم بمقترح مفاده تركيب أنبوب صرف صحي داخل النهر بالمنطقة الممتدة داخل المدينة (800 متر)، مضيفاً: هذا الأمر قابل للتطبيق، وتم خلال الفترة السابقة التنسيق مع شركة الصرف الصحي، لكن هذا الأمر بحاجة إلى مساعدة المحافظة بالتنفيذ والإجراءات والموافقة من قبلها، أو طرح حلول ومعالجة للموضوع.
هذا ووفق المصدر تضم المدينة الجامعية 24 وحدة سكنية وتتألف من 5 آلاف غرفة سكنية، مؤكداً اعتماد آلية جديدة للسكن الجامعي هذا العام، وذلك بإنجاز التسجيل على السكن للطالب في غضون نصف ساعة فقط ضمن إطار تبسيط الإجراءات على الطلبة.