حمل رجال الدفاع المدني في طرطوس على كاهلهم خلال الأيام الماضية مهمة المشاركة في عمليات الإنقاذ والبحث بمحافظتي اللاذقية وحماة، فسارعوا مع زملائهم إثر وقوع الزلزال للانخراط في عمليات إخراج المصابين وانتشال الضحايا.
وحول حجم أعمال الإنقاذ التي قام بها الدفاع المدني في طرطوس أوضح مديره العميد الركن منذر الإبراهيم في تصريح لـ سانا أنهم انقذوا 17 شخصاً من تحت الركام، وانتشلوا 50 ضحية، إضافة إلى تسليم كل ما عثر عليه من أموال أو مصاغ ذهبي وغير ذلك تحت الأنقاض لأصحابها وفق الأصول.
واستعاد العميد الإبراهيم ما مر به رجال الدفاع المدني بطرطوس ال 64 مع طاقم الإنقاذ والإسعاف من مواقف إنسانية مؤثرة خلال مشاركتهم بعمليات البحث والإنقاذ، ولهفة أهالي الضحايا وخوفهم على عناصر الدفاع المدني والتي كانت من أهم دوافع الإصرار على العمل في ظرف صعب، ولكنها أعطت صورة صادقة عن النزاهة والمسؤولية التي يتحلى بها الدفاع المدني السوري.
ومن ضباط الدفاع المدني تحدث الرائد علي خضر الذي أصيب خلال مشاركته بعمليات الإنقاذ في حي الفيض بجبلة عن تميز العنصر البشري في هذه المنظومة، عبر التدريب النوعي والعمل المتقن وسرعة الاستجابة، مؤكداً إصراره على العودة لمتابعة المهمة مع رفاقه بعد تلقيه العلاج اللازم من منطلق أداء الأمانة وثقة أهالي الضحايا بهم.
المساعد أول معين رمضان لم يوقفه الألم الذي أصابه جراء سقوط كتلة بيتونية على يده في حي الرميلة بجبلة عن أداء مهمته الإنسانية، بعد إتمامه مهمة مشابهة في محافظة حماة؛ لأن همه كان إنقاذ الضحايا من تحت ركام مصعد بناء متهدم، لافتاً إلى أن ما تلقوه من أسس التعامل في مثل هذه الحالات وتنظيم العمل بين الفريق والمشاركين ساعد في إنجاز المهمة.
ملامح وجه طفل ناج بقيت مطبوعة في ذاكرة المدرب الإسعافي حرب ملحم الذي تولى قيادة طاقم الإنقاذ في منطقة الغزالات بمدينة جبلة، حيث يستحضر منها مشهد إخراج الطفل ذي 3 سنوات من تحت الركام، فيقول: “كان وجهه يستعيد لون الحياة رغم الإصابة القاسية التي لحقت بفكه العلوي”.
المساعد أول منيع ملا أكد أن حماية المدنيين الناجين مهمة أساسية إلى جانب عمليات البحث والإنقاذ من تحت ركام الأبنية، لافتاً إلى ضرورة تعميم ثقافة الوعي والحماية الذاتية مع عدم الاقتراب إلى المناطق الخطرة حفاظاً على حياة الناس ولمساعدة رجال الإنقاذ لأداء مهامهم.
ويحتاج فريق الإنقاذ إلى التجهيزات الضرورية من مواد الإسعافات الأولية لتكون إلى جانبه، كما ذكر المسعف الرقيب أول غدير معلا لتقديم ما يلزم من رعاية صحية للناجين، ريثما يتم إيصالهم للمشافي، مستعيداً مشهد فرحة أحد الناجين عند لقائه أهله بعد مضي ثلاثة أيام على وجوده تحت الأنقاض، وما تركه ذلك الموقف من أثر في وجدانهم.