كتبت آية قحف
مضت أيام على الكارثة واستنفرت الحكومة بوزاراتها ومؤسساتها واتخذت كل وزارة دورها ووضعت خطتها للتعامل مع الظرف الراهن ، وكان لي شرف العمل مع وزارة السياحة والشركة السورية للنقل والسياحة عن طريق إقامة مطبخ ميداني في محافظة اللاذقية ما بين وزارة السياحة ومؤسسة جيلنا .
وإذا أردنا الحديث عن ميزات هذه الحملة نتحدث عن التنظيم في ظل حصول فوضى غير مقصودة وذلك يعود للاندفاع المشرف لدى المجتمع الأهلي الذي أصر على وجوده ومساهمته في مساعدة المتضررين ، وكان التوزيع بالتنسيق مع مديرية السياحة في اللاذقية ممثلة بمدير السياحة فادي نظام ، إضافة لتواجد مستشار وزير السياحة الإعلامي أيمن قحف ممثل للوزارة في الميدان ، إذ استمر المطبخ 8 أيام قدمت فيه الوجبات الساخنة بصورة راقية لوجبة الغذاء إضافة لآلاف السندويشات لوجبتي الفطور والعشاء وزعت في مدينة اللاذقية والقرى المجاروة لها .
اتسم العمل بالتنظيم الكبير وكان للوزارة دورها في المحافظات المنكوبة وذلك بالتنسيق مع مديريات السياحة وغرف السياحة من أجل الوقوف إلى جانب المتضررين من الزلزال عبر دعوة أصحاب ومستثمري المنشآت السياحية إلى وضع جميع الإمكانيات المتاحة لديهم تحت تصرف المحافظين ورؤساء مجالس المدن والوحدات الإدارية ، إضافة لملاحظتنا تأثير الوزارة على منشآت القطاع الخاص وجعلهم في حالة تكاتف في ظل الظروف الراهنة وحثهم على وضع عدد من المباني للإيواء ، عدا عن اتخاذ الوزارة قراراً بإلغاء الحفلات في منشآتها وعدم منح التراخيص لها .
واليوم قمت بزيارة ودية لمعالي وزير السياحة المهندس محمد رامي مرتيني الذي أبدى إعجابه بالحملة والنظام الذي تحلت به ، إضافة للحديث عن الواقع في محافظة اللاذقية بعد الزلزال ودور المجتمع الأهلي الذي لم يستغرب من دوره الكبير لأن المواطن السوري يتسم بالعطاء ، ولكن تمنى لو تنظم المبادرات لتصل المساعدات لمستحقيها ، منوهاُ بأنه سيزور اللاذقية في الأيام المقبلة لمتابعة المعطيات المتعلقة بالزلزال ولرؤية السبل التي تسهم في مساعدة المتضررين .
وتابعت جولتي إلى الشركة السورية للنقل والسياحة ممثلة بالمهندس فايز منصور والذي بين بأن الشركة سخرت طاقاتها منذ اللحظة الأولى لتقديم ما يمكن من الدعم بناء على توجيهات وزارة السياحة ، مبيناً بأن الفكرة كان في البداية توزيع سندويش لتتغير التوجهات إلى الوجبات الساخنة التي وصلت بشكل منظم للمستحقين ، إضافة للمساهمة في تغطية بعض التكاليف المتعلقة بالسلل الغذائية وتلبية الحالات الطارئة .
وإذا أردت الحديث عن انطباعاتي الشخصية للزيارتين فأقول فقط بأن معالي زير السياحة وومدير عام الشركة السورية للنقل والسياحة رجال دولة ومواقف لا سيما في ظل الظروف الاستثنائية التي تعرضت لها البلاد ، إذ أثبتوا لي بأن القطاع السياحي في سورية لا يشكل فقط حالة ترفيهية وإنما حالة وطنية تواكب الأفراح والأتراح التي يمر بها المواطن السوري.