كتب: مجد عبيسي
باسم الأخوة المواطنين، ونزولاً عند رغبة الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات بدمشق، أدعو جميع المقصودين في منشور جمعية الصاغة في دمشق يوم غد للتحشد في ساحة سوق الحريقة والزحف نحو سوق الذهب والانكباب على شراء المشغولات الذهبية والكف عن شراء وتكديس الأونصات والليرات الذهبية والسبائك بطرق تفتقر إلى الإحساس والإنسانية بحق إخوتهم أصحاب ورش الصاغة.
وخصوصاً أن الجمعية قد أشارت إلى حجة قوية جداً في دعوتها تلك وهي الاستفادة من المشغولات (للزينة) والتي هي منشود الأخ المواطن في هذه السنوات العجاف وشغله الشاغل.
وشخصياً افكر بأن أبدأ بنفسي وأشتري غدا كيلو ونصف "مشكل" من أشهى انواع المشغولات الذهبية بغرض الزينة طبعاً !! .. والتي أتمنى أن تحسب لي كيد خضراء داعمة للأخوة في جمعية الصاغة في هذا الوضع الاقتصادي الصعب.
لقد خطر لي بادئ الأمر أن المنشور مزيف، وقد تم تعديله عبر برنامج تعديل الصور ولصقه باسم جمعية الصاغة، ولكن عند فتح صفحة الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات بدمشق، فوجئت أن المنشور حقيقي ومع سبق الإصرار والقناعة !!
ولم أفاجأ بكم التعليقات التي وجدته مادة دسمة للتهكم والتعنيف واللطم وحثو التراب على ما فيه من استفزاز !
بعض (الأخوة المواطنين) اعتذروا عن تلبية هذا النداء عبر تعليقاتهم لأن الأونصات الذهبية تجري في دمهم.. ويصعب عليهم الانصياع والكف عن شرائها !
في وقت قالت بعض النسوة أنهن فقدن الجرأة على لبس الذهب المزيف للزينة خوفاً من حوادث السرقة والسلب وصولاً لإزهاق الأرواح مقابل "محبس" أو "زوج حلق"، فكيف بمصاغات ذهبية حقيقية ؟!
في وقت طالب البعض بتوزيع معونة السكر والرز المستعصية في ولادة متعثرة ينتظرها الأخ المواطن منذ أشهر أفضل من هكذا ملحوظات استفزازية في هذا الوقت المستقطع !
إيموجي (أضحكني) كان الطاغي على منشور الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات بدمشق مع تساؤلات فحواها هل تقصد الجمعية بطلبها هذا (الشعب العادي السوري المعروف) أم أن الأخ المواطن المقصود هنا مختلف عن الذي يمشي في الشارع ؟
وهناك من تنبه إلى فخ الأجرة الكبيرة التي سيكسبها الصاغة من هذه التجارة والتي تبلغ أكثر من مئة ألف ليرة للغرام الواحد.
مع تعقيب مهم موجه إلى الجمعية ذات نفسها أنها لم تنشر نشرة تقريبية ولو لمرة واحدة عن اجور صياغة المشغولات الذهبية على الرغم من السؤال المتكرر عبرى صفحتها !
جاء هذا التعميم او النصيحة أو أياً كانت، في وقت بات يشتهي به المواطن السوري طعم لحم الغنم الذي أصبح بنحو 90 الف ليرة سورية للكيلو غرام الواحد أي تقريباً يساوي مرتب الموظف..
وفي وقت لا يكفيه مرتبه ليومين في أقسى ظروف التقشف.. فعن أي أخ مواطن يتحدثون ؟
من هذا الأخ المواطن المحتار بأمواله وطريقه تكديسها ؟
علماً أن معظم الشعب الكريم الصامد هذا العام لم يستطع تخزين "مؤنة" المكدوس أو بعض قطرميزات من الزيتون او كمية من المربى أو مشتقات الألبان !!، فما هو مفهوم المواطنة والأخوة في نظر جمعية صاغة دمشق ؟.. أم هي عدوى الانفصال عن الواقع ؟