كتب الدكتور أحمد الأحمد في الصف الاول الابتدائي مازال يعطي هذا المعلم درسا للاولاد عن خطورة تناول الاطعمة المكشوفة المعرضة للجراثيم والذباب وما تسببه هذه الاطعمة من امراض... يخرج الطلاب من المدرسة ليتزاحموا عند هذا البائع ذو الاطعمة المكشوفة دون ان يتعلموا من درسهم شيئا يمرضون ويشفون ويعودون لتناول الحلوى المكشوفة بشغف اكثر ... يشدد هذا المعلم تحذيراته لطلابه وهم يزدادون اصرارا وتعلقا بالطعام المكشوف ويساعدون البائع في طرد الذباب عن الحلوى غالبا... استعان المعلم بالمدير دون جدوى.. استعان المدير بدوريات النظافة والتموين التي كانت تاتي وتأكل عند بائع الحلويات المكشوفة ويضحكون وهم يأخذون حصة اولادهم... ويتابع بائع الحلويات المكشوفة عمله بعناد استمده من عناد الذباب الذي أصبح من ضروريات مشهد تناول الحلويات... كان الاولاد يهزون رؤوسهم وهم يسمعون كلام معلمهم الذي وصلت تحذيراته الى مستوى ان من يأكل من عند هذا البائع سيصبح عقيما ولن ينجب وكان ذلك مدعاة لتندر الطلبة الذين يأكون بكل سعادة وثقة... يهز الطلاب رؤوسهم لأساتذ العلوم كما يهزون رؤوسهم لاستاذ التربية الدينية الذي يحذرهم دائما من السرقة والكذب والزنا كما يهزون رؤوسهم لابائهم الذين دائما يحذرونهم من مضار التدخين ومخاطر الجوال على العيون ومخاطر لعب القمار ... يهزون رؤوسهم بمرح عندما يسمعون هذا المحلل الاقتصادي الفذ يشرح خطر التهريب على الاقتصاد الوطني... عندما كبر الطلاب وانهوا خدمتهم العسكرية وتزوجوا وانجبوا كانوا لايزالون بهزون رؤوسهم وهم يستمعون لاضرار الفساد على النمو والازدهار والتطور الاجتماعي وضرورة الامتناع عنه كي ندخل الجنة ويهزون رؤوسهم وهم يستمعون عن مضار فأر الحقل وسونة القمح وضرورة محاربتهما كي نحافظ على جودة الرغيف.... سنبقى نهز رؤوسنا كالحمام الهزاز..... لقد هزمنا بائع الحلويات المتجول... لاننا طوال هذه السنوات لم نعرف ان خصمنا هو الذباب والجراثيم وليس بائع الحلويات المتجول وكان يكفي ان نشتري له عربة بغطاء زجاجي. د.احمد الاحمد من صفحته الشخصية