تشهد أسواق دمشق انتشاراً لعبوات عسل تباع على أرصفة العديد من المناطق بأسعار مخفضة لدرجة تثير الريبة، ولاسيما أنه من غير الممكن أن يتساهل البائع بالوصول إلى سعر دون الـ50 ألف ليرة للكيلو، على حين تعرض بعض المحال والمولات أصناف عسل تبلغ أسعارها في بعض الأحيان نحو المليون ليرة للكيلو!
وأوضح رئيس لجنة النحالين في غرفة الزراعة بدمشق وريفها وعضو اتحاد غرف الزراعة باسم العطار أن الأسعار الكبيرة التي يشهدها العسل تشمل فقط بعض الأصناف «الأجنبية» التي تباع بشكل غير نظامي، والمنتشر في بعض المحال، علما أن استيراد العسل ممنوع حالياً.
وعن واقع «العسل المحلي» أكد العطار أن العام الماضي اتسم بانخفاض كميات الإنتاج، بحيث بلغ 3000 طن خلال 2023، بانخفاض بلغ حدود 20 بالمئة عن عام 2022 بسبب الظروف المناخية وواقع المراعي، علماً أنه خلال فترة الحرب على سورية انخفض الإنتاج من العسل إلى 900 طن في عام 2016 ليعود للتحسن بشكل تدريجي لحدود الكميات المذكورة.
وبين أن عدد خلايا النحل ارتفع من 100 ألف خلية إلى نصف مليون خلية حالياً بزيادة 4 أضعاف خلال السنوات الأربع الماضية في ظل الدعم والتسهيلات المقدمة من وزارة الزراعة، بينما وصل عدد المربين في سورية إلى 19 ألف مربٍ للنحل، علماً أن النسبة الأكبر من خلايا النحل تتوزع في المناطق الساحلية ولاسيما في ظل توافر صنف «الحمضيات» خلال فترة الربيع.
كما لفت إلى ضعف انتشار المراعي حول دمشق، منوهاً بأن أهم مرعى للعاصمة هو المناطق الجبلية المحيطة، وقال: يختلف السعر حسب النحالين، بحث يتراوح سعر الكيلو بين الـ200 ألف و250 ألف ليرة بزيادة تصل لـ40 بالمئة خلال عام، مؤكداً أن الأسعار الرائجة لا تتجاوز الربع مليون ليرة.
وأكد أن التصدير توقف لفترة محددة، ليشهد تحسناً خلال فترة السنتين الماضيتين، معتبراً أن عمليات التصدير لا تزال خجولة، وتتركز على دول الخليج، مبيناً أنه تم تشكيل لجنة جديد لدراسة واقع المناحل ووضع آلية للعمل بما ينعكس على معالجة أي مشاكل تواجه النحالين، والتعاون مع الجهات الحكومية للوصول إلى نتائج مرضية.
وأشار العطار إلى عدم مشاركة الغرفة في المعرض المقرر افتتاحه بداية الشهر القادم بسبب عدم التنسيق اللازم مع الغرفة والتعاون معها من المنظمين للمعرض.
وحول نوعية العسل قال العطار: هناك احتمالان لا ثالث لهما إما أن يكون عسلاً طبيعياً وإما مغشوشاً، منوهاً بأن سورية مقارنة مع بقية الدول لديها نسبة نحالين جيدين محافظين على نوعية العسل، ولاسيما أن العسل السوري يعتبر من الأنواع الممتازة.
وفيما يخص «بسطات العسل» أكد رئيس لجنة النحالين أنه لا يمكن ضمان انتشار هذا النوع من البسطات التي تبيع العسل من دون لصاقة أو ضمانة، مضيفاً: غالباً ما يكون العسل المبيع مغشوشاً، بحيث يستحيل بيع العسل الطبيعي بأقل من 50 ألف ليرة حالياً للكيلو.
ونوه العطار بالتسهيلات المقدمة من وزارة الزراعة للجان النحالين، مؤكداً أن هناك عدة مقترحات في طور الدراسة لتحسين وضع المناحل والاهتمام بالنحالين والمربين بشكل أكبر.
وذكر العطار أن قطاع المناحل لا يخلو من ضبط حالات سرقة، بحيث يتم نقل الخلية من منطقة إلى أخرى، لذا هناك ضرورة للقيام بأعمال ترقين للخلايا حمايةً لها من السرقة.