أنهت العديد من الجامعات السورية تحضيراتها للإعلان عن مسابقات جديدة لرفد الكليات بأعضاء هيئة تدريسية بهدف تضميد جراح النقص الحاصل بالمدرسين والذي وصلت نسبته لـ25 بالمئة خلال السنوات الماضية وخاصة في الكليات الطبية، ولاسيما أن هذا النقص انعكس سلباً على واقع عمل الكليات.
ويأتي ذلك تزامناً مع عزوف آلاف المعيدين عن العودة من الخارج وأيضاً التسرب الكبير الحاصل لأعضاء الهيئة التدريسية داخل سورية إلى دول الجوار أو إلى الجامعات الخاصة، علماً أن جامعة البعث الوحيدة التي أعلنت حتى الآن عن مسابقة لتعيين أعضاء تدريسية.
في حين أعلنت جامعة دمشق عن مسابقة جديدة مرتقبة لتعيين أعضاء هيئة تدريسية أصبحت في مراحلها النهائية، معتبرة أن المعيدين مهمون جداً لأنهم يمثلون نخبة الخريجين وعلى مدى خمس سنوات سيلتحقون، ولاسيما أنه في بعض الاختصاصات لا يوجد خريجو دكتوراه وعددهم أكبر بالكليات النظرية على حساب الطبية، لذا من الضرورة الإعلان عن مسابقة خاصة لتعيين عدد من المعيدين بالجامعة ما يفيد أيضاً بالإيفاد الخارجي.
وفي السياق كشف رئيس جامعة تشرين مصطفى إبراهيم في تصريح لـ«الوطن» عن التحضير لمسابقة جديدة لتعيين مدرسين في الجامعات في غضون شهر وذلك لترميم النقص الحاص في عدد من التخصصات، مبيناً أنه من المقرر الإعلان عن 375 مقعداً ضمن مسابقة أعضاء الهيئة التدريسية في عدد من التخصصات المطلوبة بموجب الاحتياجات.
وأوضح أن 159 متقدماً نجح في مسابقة أعضاء الهيئة الفنية، وهم الآن طور التعيين، مبيناً أنه يتم التحضير خلال الفترة القادمة عن مسابقة لتعيين معيدين في جامعة تشرين.
وفي سياق جامعي متصل استعرض مجلس جامعة تشرين في جلسته أمس اتفاقيات التعاون العلمي والبحثي الموقعة مع الجامعات والمعاهد الروسية والهنغارية وذلك بعد زيارة الوفدين الروسي والهنغاري إلى جامعة تشرين منذ أسبوع.
وأكد رئيس الجامعة ضرورة البدء بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة مسبقاً بين جامعة تشرين وجامعات نينجي نوفغورد من خلال بناء القدرات وتبادل الأساتذة والطلبة والأبحاث للارتقاء بالعلاقات التعليمية والبحثية السورية- الروسية في مختلف الاختصاصات.
كما ناقش أعضاء المجلس عدداً من الموضوعات العلمية والأكاديمية والإدارية المدرجة على جدول أعماله، حيث تم التطرق إلى مناقشة واقع الدراسات العليا في الكليات والمعاهد العليا، وتم الطلب من عمداء الكليات ومديرية البحث العلمي لتقديم خطة إستراتيجية لمواضيع الدراسات العليا والدكتوراه بحيث تتم من خلالها دراسة الجدوى الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والأكاديمية لهذه الأبحاث، وكذلك العمل على التشبيك والتشارك في إنجازها مع المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني.
وفي تصريحه لـ«الوطن» أكد إبراهيم على مساعي الجامعة لافتتاح قسم لتعليم اللغة الروسية والفارسية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مشيراً إلى أن الأمر يتطلب أعضاء هيئة تدريسية وسيتم العمل على تأمينه من خلال المنح المقدمة من الجانب الروسي والإيراني، علماً أن مجلس التعليم العالي نص على أن أي افتتاح يجب أن يرافقه تأمين عدد من المدرسين.
وأشار إبراهيم إلى العمل على تفعيل الاتفاقات الموقعة على صعيد تبادل الخبرات والأساتذة والطلاب ورفع كفاءة طلبة الماجستير والدكتوراه.