سيريانديز-خاص
نبه المهندس أمير البخاري إلى خطورة الاستمرار في النمط الاقتصادي التقليدي المتبع في مختلف دول العالم والذي أدى إلى آلاف وربما مئات آلاف الأطنان من النفايات الصلبة التي شكلت عبئاً حقيقياً على مختلف دول العالم بسب أنماط الإنتاج والاستهلاك الحالي على مستوى العالم، والتي ظهرت آثارها من خلال ما بات يعانيه كوكب الأرض من تدهور بيئي خطير تمثل بارتفاعات متوالية لدرجات الحرارة وقلة الأمطار وما نتج عنه من جفاف ومجاعات وندرة واضحة في الموارد الطبيعية وتفشي التلوث والأمراض واحتباس حراري وانبعاثات كربونية.
ونوه البخاري إلى أن عدداً من دول العالم تتجه إلى تصدير نفاياتها إلى دول أخرى في محاولة منها لتجنب آثارها السلبية على البيئة والمناخ والطبيعة عموماً، داعياً إلى ضرورة تغيير حقيقي وسريع في أنماط الإنتاج والاستهلاك الحالية لكيلا نصل إلى نقطة الانهيار الكبير الذي بات وشيكاً.
ولا بد منها من ابتكار أساليب وأدوات وطرق في الإنتاج والاستهلاك تخرج عن أساليب النمط التقليدي المتبع في اقتصادات مختلف دول العالم للوصول إلى اقتصاد صديق للبيئة يخفف عنها الكثير من التحديات الناجمة عن النفايات، معتبراً أن أكثر الأنماط التي يمكن اعتمادها كحل بديل باتت متبعة في بعض دول العالم وتقوم على تدوير النفايات الصلبة والاستفادة منها بعد استهلاكها بما يخفف من حجم النفايات معتبراً أن أكثر من 35 % من حجم النفايات يمكن إعادة تدويرها والاستفادة منها هذا ما عدا النفايات العضوية.
وبحسب الدراسات والتطبيق العملي فإن الكثير من الفوائد يمكن تحقيقها جراء عملية التدوير هذه بحسب نوع النفايات.
فبالنسبة للنفايات العضوية يبين البخاري أن من بين الفوائد المتحققة من إعادة تدويرها هو الحصول على محسنات التربة وتخميرها في هاضمات خاصة ينتج كل طن منها ما بين (200 - 250) كيلو واط كهرباء يومياً.
أما تدوير نفايات الزجاج فإن كل طن من مسحوق الزجاج المدور يوفر 1.2 طن من المواد الأولية، ويستهلك وقود أقل بـ 34 ليتر من حاجة طن من المواد الأولية، فكأس زجاجي واحد معاد تدويره يوفر طاقة تعادل إضاءة مصباح بقوة 100 واط لمدة 4 ساعات، ويساهم في خفض تلوث الهواء بنسبة 20%، وخفض تلوث المياه بنسبة 50%، مع ملاحظة أن الزجاج قابل للتدوير عدة مرات.
كذلك فإن إعادة تدوير نفايات الألمنيوم لا تحتاج لأية مواد إضافية، وتوفر 65% من الطاقة اللازمة لتصنيعه من المواد الأولية الأساسية، كما أن تدوير كيلو غرام واحد من الألمنيوم يوفر 8 كغ بوكسيت، و4 كغ من الكيماويات، و14 كيلو واط من الطاقة.
أما البلاستيك فإن تدوير طن واحد منه يوفر 600 كغ مواد أولية وما يعادل استهلاك شخصين من الطاقة لمدة سنة، وما يعادل استهلاك شخص واحد من الماء لمدة شهر ويوفر 5.6 متر مكعب من الحجم في مدافن ومكبات النفايات، إضافة إلى التخفيف من حجم ضرره الكبير على البيئة.
بينما تدوير طن واحد من النفايات الورقية يؤدي إلى المحافظة على 17 شجرة وتوفير 1400 ليتر من الوقود، و3000 ليتر من المياه، و4000 كيلو واط من الكهرباء، كما أن هذا الإجراء يقلل من التلوث الهوائي بنسبة 95% ويوفر 2 متر مكعب في مدافن النفايات.