سيريانديز - خاص
(بين حانا ومانا) ضاعت الطاسة وبقيت أسعار الفروج تواصل انهيارها رغم صدور قرارين مختلفين بمنع استيراد الفروج المجمد في محاولة لوقف الخسائر الفادحة التي يتكبدها المزارعون الأمر الذي ينذر بشر مستطير يهدد بشل هذا القطاع الحيوي الذي يعمل به عشرات آلاف السوريين في مختلف مناطق ومحافظات البلاد.
الانهيار الكبير في أسعار الفروج عزته الجهات المعنية في الحكومة إلى الفروج المجمد المستورد من الخارج ولا سيما من تركيا ولذلك بادرت إلى اتخاذ قرارين متعاقبين ينصان على منع أو وقف استيراد الفروج المجمد القرار الأول جاء مزيلا بتوقيع الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية بتاريخ 28 تموز بينما صدر القرار الثاني عن وزير الاقتصاد والصناعة في 10 آب على أن يبدا تطبيقه نهاية الأسبوع الجاري.
القراران المتعاقبان ومن جهتين مختلفتين أعطيا انطباعا على تنازع مسؤوليات وصلاحيات بين الجهات الحكومية وأثارا تساؤلات مشروعة عديدة حيث كتب رئيس تحرير شبكة سيريانيدز أيمن القحف على مدونته الشخصية في الفيسبوك ما بين القرارين المتعلقين بنفس الموضوع قرابة أسبوعين وتوقيعين مختلفين لشخصين وجهتين مختلفتين، متسائلا "من يتخذ القرارات وماهي صلاحياته لاتخاذ القرار وما هي المرجعيات القانونية وهل هو قرار فردي أم مؤسساتي؟!
وأعاد القحف إلى الأذهان أن "هكذا قرارات كانت تتخذ من وزارة الاقتصاد بناء على توصية اللجنة الاقتصادية وتصديق رئيس مجلس الوزراء في تأكيد على أنه نوقش من مختلف المستويات وشارك كل اصحاب العلاقة في صياغته"، مضيفا "نرجوكم أن تعودوا للعمل المؤسساتي وترتيب الهياكل التي تضمن صدور قرارات ناضجة تراعي المصلحة العامة وظروف الناس والأهم توحيد الجهة والمرجعية حسب الاختصاص".
والآن يتساءل اقتصاديون هل دخل قرار وقف استيراد الفروج المجمد حيز التنفيذ بتاريخ صدور القرار الأول أي في 27 الشهر الماضي أم أن التطبيق سيكون بموجب مضمون القرار الثاني الصادر عن وزير الاقتصاد مشيرين إلى صعوبة تطبيق هكذا قرار في ظل الحدود المفتوحة مع دول الجوار ولاسيما تركيا
وفي هذا السياق ذكر صاحب منشأة كبيرة في تربية الدواجن لشبكة سيريانديز وطلب عدم ذكر اسمه: "المعطيات على أرض الواقع حاليا تشير إلى استحالة وقف إدخال الفروج المجمد من الأراضي التركية إلى سوريا بسبب الحدود المفتوحة على مصراعيها لإدخال مختلف البضائع والمواد" مطالبا باتخاذ خطوات جادة وفعلية لضبط دخول الفروج المجمد ومختلف المواد والمنتجات الغذائية لإنقاذ المنتج الوطني".
وأضاف صاحب المنشأة: " منذ قرابة ال 40 يوما انخفضت أسعار الفروج إلى مستويات قياسية وأصبحت عاجزة عن تغطية تكاليف الإنتاج ما أجبر مئات مربي الدواجن على إغلاق مزارعهم لوقف خسائرهم المتلاحقة بانتظار إيجاد الحكومة حلولا ناجعة تعيد الحياة إلى مزارعهم". الأمر المؤكد أن الفروج المجمد له كبير الأثر في انخفاض أسعار الفروج إلى ما دون تكاليف الإنتاج التي حافظت على مستوياتها ويمكن القول إنها ارتفعت خلال الأسبوعين الماضيين نتيجة انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار وارتفاع سعر الصوص الذي يربطه أسامة دعبول صاحب منشأة تربية دواجن في طرطوس في حديث مع شبكتنا "بارتفاع سعر البيض بنسبة قاربت ال 50% حيث يتراوح سعر الصوص حاليا بين ال 5 و6 آلاف ليرة سورية".
وحذر دعبول من "خطورة عدم إيجاد حلول عاجلة لقطاع الدواجن الذي يغادره أسبوعيا عشرات المربين الصغار لوقف خسائرهم المتلاحقة" معربا عن أمله في أن تؤتي القرارات الحكومية الأخيرة بخصوص الفروج المجمد أكلها وتكون بداية الطريق لإيجاد حلول مستديمة تعيد التوازن إلى قطاع الدواجن.
وفي المحصلة الحكومة مطالبة بتحديد الصلاحيات بين وزاراتها عبر تفعيل العمل المؤسساتي بشكل حقيقي وفعلي ما يضمن محاسبة الجهات المقصرة في عملها وذلك بالتوازي مع إيجاد سياسات متوازنة تشترك فيها كل الجهات المعنية لضمان استقرار السوق عبر دعم المنتجين والمستهلكين وإيجاد حلول مستدامة تضمن توفر الغذاء بأسعار مناسبة للجميع خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه البلاد.